فى دنيا كرة القدم العالمية ينقسم عشاقها عادة إلى «برشلونى ومدريدى». فئة تشجع ميسى وأخرى تحب كريستيانو رونالدو. ولكن الكل أجمع على أن ليونيل ميسى يعد أسطورة كروية فذة أو كما وصفه كثيرون بقول : «ميسى من كوكب تانى». لكن ماذا يفعل المرء لو وجد ميسى فى الوجهة المقابلة من شارعه؟ أو يجلس بجواره على واحدة من مقاهى مصر؟ هكذا حال أهل قرية «القصر القديم» بمركز بلبيس بالشرقية عندما يمر بهم إسلام بطاح أحد أبناء القرية، والملقب بنسخة «ميسى» المصرية.
يحكى إسلام بطاح لـ«الأهرام» قصته موضحا أنه حاصل على شهادة «دبلوم الصنايع»، ويعمل فى مجال الدهانات والديكورات «نقاش» ومتزوج وله طفلان محمد ومهند.
حياة بسيطة وكان يمكن أن تمر على بساطتها وهدوئها لولا الشبه الواضح بينه وبين اللاعب العالمى ميسى. يقول بطاح: «لم أكن منشعلا بالشبه مع ميسى، إلا أن أحد أصدقائى ألح على فترة طويلة ليقوم بتصويرى ونشر فيديو مصور عنى عبر مواقع التواصل. وكانت موافقتى بداية لاستقبالى فيضان من الإعجاب وإعادة نشر الفيديو». ولكن المسألة لم تنته هنا، فيحكى بطاح: «بدأت المواقع الإعلامية فى التواصل معى لإجراء مقابلات، وخاصة المواقع الرياضية».
لكن الشهرة التى جاءته فجأة لم تشغله كثيرا، وإن قرر الاستفادة من تشابهه مع ميسى بطريقة إيجابية وتحقق السعادة لمن حوله. اختار لنفسه قضية إسعاد الأطفال من قاطنى دور الأيتام بمشاركتهم فى مباريات قصيرة لكرة القدم والتقاط الصور التذكارية معهم.
يوضح بطاح: «أردت إدخال السعادة على قلوبهم وتوجيه الأنظار إلى دور الأيتام التى تحتاج على الدوام إلى دعم مادى ومعنوى. فلو كان لدى وفرة مالية لأنفقتها على إنشاء مثل هذه الدور، ولكنى لا أملك إلا زيارة أطفالها لإدخال السرور على قلوبهم قدر المستطاع، فسعادة الأطفال تسعدنى».
وعن أكثر المواقف طرافة التى واجهها بسبب التشابه مع «ميسى»، يحكى بطاح: «كنت أسير برفقة زوجتى فى الشارع، وفجأة ظهرت أمامنا فتاتان فى سن المراهقة وأصرتا على التقاط صورة معى. لم تستوعب زوجتى الموقف وأخذت تنظر لى بغضب، ما جعلنى أضرب لخمة».
وعن تأثير مسألة التشابه على علاقاته، يحكى «ميسى الشرقية»: «أصدقائى يعاملوننى بشخصيتى العادية، فأنا بالنسبة لهم صديقهم إسلام، وكذلك أحرص ألا تؤثر هذه المسألة على تعاملى مع أى أحد. فوالدى ربانى على التواضع والالتزام بالأخلاق الرفيعة فى قريتى».
وعن علاقته بكرة القدم، يوضح أنها علاقة «عادية»، فربما يلعب مع أصدقائه من فترة إلى أخرى، وبالطبع يشجع محمد صلاح ويتابع أخبار «ميسى» الرياضية. ويكشف «ميسى الشرقية» عن عشقه العظيم للنادى الأهلى، مؤكدا: «عائلتى كلها تشجع الأهلى، ومن أكبر أحلامى الالتقاء بالكابتن (بيبو)» محمود الخطيب، فأنا أكن له كثيرا من الحب والتقدير».
لكن بطاح ليس الوحيد الذى يتمتع بشبه واضح مع لاعب «برشلونة» ليونيل ميسى. فالأكثر شبها بميسى هو رضا باراستيش من إيران، والذى أرسل له ميسى دعوة لاستضافته، كما أن هناك شبيها عراقيا يدعى «عمر حسام الدين» ولكنه أقل شبها به وهو بائع متجول جلب له الشبه بميسى شهرة واسعة وسعة فى الرزق، خاصة عند تحقيق فريق «برشلونة» فوزا أو إحراز ميسى هدفا.
كما ظهر شبيه آخر فى اليونان وقد يظهر آخرون، فى تحقيق للمثل المصرى الشائع «يخلق من الشبه أربعين» وفى كل الأحوال، يتحقق لأشباه ميسى، رغم اختلاف أعمارهم ولغاتهم وبلادهم، شعبية جارفة وشهرة ستطاردهم لا محالة.
رابط دائم: