شيرين ربة منزل فى التاسعة والثلاثين من عمرها، نشأت فى أسرة بسيطة الحال لأب أرزقى، ولديها ثلاثة أشقاء «ولدان وبنت» وقد تزوج أبوهم سيدة أخرى، وتركهم وهم فى سن صغيرة، حيث كان عمر شقيقها الأكبر ست سنوات، والذى يليه خمس سنوات، وهى ثلاثة أعوام، أما شقيقتها الصغرى فكان عمرها عاما، ولذا فقد واجهت أمهم ظروفا قاسية جدا لعدم وجود مصدر رزق لها ولأبنائها، فعصرها الألم والحزن لهجر زوجها لها، ولأبنائهما وعدم اهتمامه بشئونهم أو رعايتهم، وأصيبت بفقد بصرها، ولضيق ذات اليد تفاقمت حالتها، مما استحال علاجها.
ولم تلتحق شيرين بالمدرسة نظرا لظروف أسرتها، وما أن صارت شابة حتى التحقت بالعمل فى أحد المطاعم لمساعدة أمها وأخوتها، وفى هذه الأثناء، لفتت انتباه شاب كان يتردد على المكان، فتقدم إليها للارتباط بها، وهو يكبرها بأحد عشر عاما، ويعمل فرد أمن بإحدى الجهات الخاصة، وتم زفافهما، وأنجبا أربعة أبناء هم شروق 17 سنة، فى الصف الثانى الثانوى، وحسين 15 سنة، فى المرحلة الإعدادية، وأحمد فى الصف الرابع الابتدائى، ومحمد 4 سنوات، ثم رحل زوجها عن الحياة بعد أن أجريت له عملية قلب مفتوح، ثم لاحظت انتفاخ وجه ابنتها، وخلودها للنوم فترات طويلة، فذهبت بها إلى المستشفى، وهناك أجريت لها الفحوص والأشعات اللازمة، وبينت إصابتها بقصور فى وظائف الكلى مع مثانة عصبية، وظلت تتردد على المستشفى شهورا عديدة، لكنها لم تمتثل للعلاج، وهى الآن تخضع لجلسات الغسيل الدموى يوما بعد يوم، وأخيرا أفاد الأطباء بأنها تحتاج إلى عملية زرع كلى لها، وبناء عليه خضعت شيرين هى الأخرى للفحوص للتبرع لابنتها، وتأكد تطابق فصيلتيهما، ولكن تكلفة هذه الجراحة تتعدى مائتين وعشرين ألف جنيه، وقد ساهم بعض فاعلى الخير فى جمع جزء بسيط من هذا المبلغ، لكن تبقى منه مائة وخمسون ألف جنيه، وتعجز شيرين عن تدبيره، فهى لا تملك سوى معاش تأمينى عن زوجها، ولا يكفى متطلبات أبنائها المعيشية، ولا فاتورة علاج ابنتها، وكل ما ترجوه هو سرعة إجراء هذه الجراحة لها قبل أن تتدهور حالتها.. فهل تجد من ينقذها ويخفف آلامها؟
رابط دائم: