اجتهادات
قادمة .. وذاهبة

رئيسة للدولة فى تنزانيا للمرة الأولى. كانت سامية صُلوحى نائبة للرئيس جون ماجوفولى منذ بداية ولايته الأولى عام 2015. وخلفته إثر وفاته قبل أيام، لتكمل السنوات الثلاث الباقية فى فترته الثانية وفق ما ينص عليه الدستور. هى ليست المرأة الأولى التى ترأس بلدًا إفريقيًا. تولى نساء الرئاسة إحدى العلامات المُضيئة فى القارة التى ما برحت الأقل تقدمًا فى العالم. كانت سيلفى كينجى الأولى عام 1993، ولكن بصفة مؤقتة فى لحظة صعبة لاحت فيها نذر الحرب الأهلية فى رواندا. وتلتها رئيسات فى بلدان أخرى مثل ليبيريا وموريشيوس ومالاوى. بدأت رئيسة تنزانيا مباشرة مهام منصبها فى الوقت الذى تتأهب أنجيلا ميركل لمغادرة موقعها على رأس الحكومة الألمانية فى سبتمبر المقبل. المشترك بين الرئيسة القادمة ورئيسة الحكومة الذاهبة صعوبات تواجه كلا منهما فى الأشهر القادمة. أشهر فارقة بالنسبة إلى سامية صُلوحى. عليها أن تحدد اتجاهها بشأن قضايا فى مقدمتها جائحة كورونا. إما أن تواصل منهج الإنكار الذى اتبعه سلفها بمشاركتها على الأقل شكليًا، أو تواجه الأزمة بصراحة وشفافية، وتتعاون مع منظمة الصحة العالمية التى أرسل مديرها خطاب تهنئة حثها فيه على التعاون. وهذا فضلاً عن تحدى تأكيد جدارتها، خاصةً أنها أول رئيسة لتنزانيا، وتنتمى إلى إقليم زنجبار الذى لم يتول أحد منه الرئاسة من قبل، ومسلمة فى بلد معظم مواطنيه مسيحيون. ولهذا كانت الوحدة الوطنية أكثر ما شدَّدت عليه فى خطاب تنصيبها. أشهر ميركل الأخيرة لا تقل صعوبة عن أشهر صلوحى الأولى. تبدو إنجازاتها الكثيرة فى مهب رياح جائحة كورونا. ولعله سوء حظ أن تتفاقم تداعيات هذه الجائحة عشية مغادرة ميركل موقعها، وتؤثر فى صورتها، بسبب بطء حملات التطعيم، والارتباك فى التعامل مع ازدياد الإصابات، فضلاً عن فضيحة فساد تورط فيها عدد من قادة حزبها ونوابه فى البرلمان، إذ حققوا أرباحًا غير مشروعة عن طريق عقد صفقات لتوريد الكمامات. أشهر صعبة حقًا تواجه رئيسة قادمة لتوها إلى الحُكم، ورئيسة حكومة تستعد لمغادرته، مع الفارق الجوهرى فى طبيعة الصعوبات التى تواجه كلاً منهما.