رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هى أنديتنا.. اجتماعية أم رياضية؟!

أن يحافظ المهندس هانى أبوريدة على منصبه فى المكتب التنفيذى للفيفا والمكتب التنفيذى للكاف.. أمر هو بكل المقاييس نجاح مبهر وإنجاز عظيم ووجود مستحق.. يحسب لمصر الدولة فى المقام الأول قبل صاحبه هانى أبوريدة!.

شىء عظيم أن يكون أقدم عضو فى المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم.. قصة نجاح لحدوتة مصرية فى الإدارة الكروية.. بشهادة دولية على مدار سنين طويلة.. حظى خلالها أبوريدة على ثقة أغلبية الدول فى هذه الانتخابات!.

شىء محير.. أن يواجه الانتصار الذى حققه أبوريدة.. بهذا التجاهل وذلك الفتور.. وكأنه ليس انتصارًا لمصر بعضوية فى أكبر وأشهر وأهم اتحاد رياضى فى العالم!.

هذا الرصد فى هذه الواقعة.. يشير لنا بوضوح لا يقبل أدنى شك.. الصدام الهائل والخلط الفاضح.. بين المصالح الشخصية والصالح العام!.

فى المناخ السليم الطبيعى الصحى.. أى منصب دولى فى أى مجال.. الحفاظ عليه يسعدنا جميعًا.. وفرض عين علينا جميعًا.. لأنه لنا جميعًا وليس لصاحبه كما تعتقد النفوس المريضة!.

الذى حدث ويحدث من خطايا وأخطاء فى المنظومة الرياضية كلها لا الكروية وحدها.. ناجم عن ثغرات وأوجه قصور فى القانون وأخطاء فى التطبيق.. وآن الأوان لنصارح أنفسنا.. ونكشف المسكوت عنه من سنين طويلة وهذا أول مثال!.

......................................................

>> المسكوت عنه من سنين.. أننا تركنا الرياضة.. على حَطّة إيدك.. من وقت كانت الرياضة تابعة لوزارة الشئون الاجتماعية.. مثلها مثل ملاجئ الأيتام والجمعيات الخيرية!.

فى هذا الوقت.. وقبل هذا الوقت.. كانت المدارس فى مصر.. هى قاعدة الممارسة الأهم فى الوطن فى كل الأنشطة التربوية.. وهذا طبيعى ومنطقى لأن المدارس.. داخلها وتحت إشرافها وملاحظتها.. أكبر عدد من تعداد الشعب المصرى والأهم.. أن هذا التعداد الأكبر.. فى المراحل العمرية الأهم فى عملية التعلم.. من ست سنوات وحتى 18 سنة.. لأنها المراحل السنية الصغيرة التى من أهم سماتها.. تفوقها فى الاستيعاب وسرعتها فى تعلم المهارات وإتقانها.. سواء كانت مهارات لغوية أو رياضية أو موسيقية!.

المدرسة وقتها كانت للتربية فى المقام الأول والتعليم فى المرتبة الثانية!. المدرسة مسئولة عن العملية التربوية من خلال إتاحة الفرصة للأطفال والشباب الصغير.. لممارسة كافة الأنشطة التربوية.. الرياضة والموسيقى والتمثيل والغناء والأدب والشعر إلى آخر الأنشطة التربوية!. المدرسة وقتها كانت القاعدة الأساسية للكشف عن المواهب.. من خلال إتاحة فرصة الممارسة لأكبر عدد من أطفالنا وشبابنا.. وهذه الممارسة الجزء الأهم فى مسئولية المدرسة!.

فى هذا الوقت كانت المدرسة منجم مواهب فى كل المجالات.. وفى كرة القدم مثلًا.. منتخبات المدارس.. السعيدية والخديوية والتوفيقية.. هم نجوم الكرة المصرية وقتها!. وعلى سبيل المثال.. مواهب المسرح المدرسى.. هم فيما بعد نجوم مصر فى الفن!.

فى هذا الوقت.. الأندية المصرية الموجودة.. تحصل على المواهب الجاهزة من المدرسة وتضمها إلى فرق النادى فى المراحل السنية المختلفة!. النادى.. لا علاقة له بالكشف عن المواهب.. هو يحصل على المواهب التى مارست كرة القدم فى المدرسة أو الشارع وتم اكتشاف موهبتها بالفعل.. ودور النادى يبدأ فى قطاع البطولة.. والناشئ عضو فى فريق النادى!.

هذه الأوضاع استمرت.. باستمرار الممارسة فى المدرسة والشارع.. إلى أن توقفت ممارسة الرياضة فى المدرسة.. وأيضًا فى الشارع.. بسبب الزيادة السكانية من ناحية.. والقرارات الكاراثية الخاطئة من ناحية أخرى!.

......................................................

>> مصر عرفت وتنبهت من زمن لحكاية الزيادة السكانية وحقيقة أن تعدادنا يتضاعف كل 30 سنة!. كل المحاولات التى بذلت فى مواجهة الزيادة السكانية انتهت إلى لا شىء.. لأسباب ليس هذا وقتها.. المهم أن هذه الزيادة السكانية.. ظهرت آثارها فى تكدس الأعداد فى الفصول.. وبدلًا من عمل دراسة علمية للمشكلة.. صدر قرار غير مدروس وغير مسئول من مسئول لا أعرف من هو.. والقرار المشئوم هو حل مشكلة التكدس فى الفصول.. ببناء فصول جديدة على الملاعب الموجودة فى المدارس.. وتحويل كل منشآت وسائل التربية الأخرى.. حجرات الرسم والموسيقى والمسارح إلى آخره.. تحويلها إلى فصول!.

فى يوم «مالوش» شمس.. تم القضاء على الأنشطة التربوية فى المدرسة المصرية!. من هذا اليوم الأغبر.. تم حرمان الوطن من اكتشاف الغالبية العظمى من مواهبه.. لأن الغالبية العظمى من أطفالنا وشبابه الصغير الموجودة فى المدرسة.. لم تعد تمارس الأنشطة التربوية.. والممارسة هى الوسيلة الوحيدة لاكتشاف المواهب!. خلاص.. المواهب الموجودة فى أكبر عدد من أطفالنا.. لن نراها وضاعت علينا!.

وفى يوم وليلة أصبح النادى هو المسئول عن اكتشاف المواهب.. دون أن نعترف باستحالة أن يعوض النادى دور المدرسة.. لأن المدرسة هى الهيئة الوحيدة فى مصر التى تضم أكبر عدد من أطفالنا وشبابنا الصغير.. وبالتبعية بينهم أكبر عدد من المواهب الرياضية والفنية والأدبية!.

النادى الذى لا أحد حتى اليوم يعرف هويته على وجه التحديد.. هل هو هيئة رياضية.. وإن كان كذلك.. هل هى هيئة للممارسة.. مهمتها أن يمارس أكبر عدد من الأطفال والشباب الرياضة.. أم أنها هيئة للمنافسة فى قطاع البطولة.. أم هيئة اجتماعية معنية بأوجه النشاط الاجتماعى لأعضائها.. أم أن النادى هو كل هذه الهيئات مجتمعة فى هيئة واحدة.. وإن كان كذلك.. فهل القانون الذى يحكم النادى وينظم انتخاباته يوفر لمجلس إدارته.. الوقت والمال.. الذى يجعله هيئة للممارسة والمنافسة والأنشطة الاجتماعية فى آن واحد؟!.

النادى الذى لا أحد يعرف تعريفًا محددًا له.. أصبح هو المسئول الأول الفاعل فى صناعة البطولة!.

قد يتبادر على ذهن حضراتكم سؤال لى: كيف تقول ذلك وهناك الاتحادات الرياضية وهى التنظيم الأساسى لقطاع البطولة ومن بعدها.. اللجنة الأوليمبية قمة قطاع البطولة؟!.

أقول لحضراتكم: النادى هو الذى يبنى قواعد المستوى الفنى والبدنى والثقافى للاعب فى اللعبة الجماعية والبطل فى اللعبة الفردية!. مستوى اللاعب فى الدرجة الأولى.. مرهون بما حصل عليه هذا اللاعب فى مرحلة الناشئين.. بدنيًا ومهاريًا وثقافيًا!. عناصر اللياقة البدنية التى يحصل عليها الصغير فى مرحلة الناشئين.. هى التى تحدد سقف لياقته البدنية وهو كبير.. واستحالة أن يرفع لياقته البدنية عن المستوى الذى حصل عليه صغيرًا.. ومعظم نجومنا الذين احترفوا فى الخارج.. كانت اللياقة البدنية مشكلتهم!.

ومرت الأيام.. والاحتراف وصل مصر.. وبدأ فى «الكورة» والآن هو فى كل اللعبات.. بينما الأندية على حَطِّة إيد الشئون الاجتماعية من قبل 60 سنة!. القانون اتغير مرتين.. وماخطرش على باله أن يضع تعريفًا للرياضة.. وأن يضع تعريفًا واضحًا محددًا للنادى لأجل أن يعدل أوضاعه قانونيًا ولأجل أن يقوم بدوره رياضيًا.. وبالتالى تصحيح الأوضاع الخاطئة المترتبة على كل ما هو قائم فى المنظومة الرياضية!. كيف؟.

......................................................

>> نحن شكلًا.. عندنا قطاع أهلى فى الرياضة مثل الموجود فى العالم!. عندنا أندية وعندنا اتحادات رياضية وعندنا لجنة أوليمبية.. ولكن!.

النادى الموجود عندنا يختلف جذريًا عن النادى الموجود عندهم!. النادى الموجود فى مصر.. فيه كل حاجة ومسئول عن كل حاجة.. وبطبيعة الحال الناتج ولا حاجة!.

هناك.. منظومة الاحتراف تشمل النادى الكيان!. يعنى «نادى محترف».. يعنى هو شركة مساهمة تعمل فى مجال كرة القدم إن كان متخصصًا فى الكرة!. يعنى أن مجلس إدارته محترف متفرغ يتم اختياره على هذا الأساس!. وهذا المجلس المحترف المتخصص للإدارة فى مجال الكرة.. هو الذى يختار اللجنة التى تدير مسابقات الأندية المحترفة هذه!.

هنا.. النادى قد تصل اللعبات التى يشارك فى اتحاداتها الرياضية إلى 30 لعبة! مجلس الإدارة الذى يدير هذا النادى.. يتم انتخابه من جمعية عمومية اجتماعية هم أعضاء النادى.. الأزواج والزوجات والأبناء.. وهذه الانتخابات هى فى المقام الأول اجتماعية وقبلية.. معنية بالخدمات والرحلات والمصايف.. وليس فى ذهنها قطاع البطولة ولا الـ30 لعبة التى يشارك النادى فى اتحاداتها الرياضية!. وليس على بالها.. بال الجمعية العمومية.. أن أصواتها الانتخابية تأتى بمجلس إدارة.. هو المسئول الأول عن المستوى الفنى والبدنى للاعبيه فى الـ30 لعبة.. والذين من بينهم تختار الاتحادات الرياضية.. منتخباتها فى المراحل السنية المختلفة!. الجمعية العمومية ليس فى ذهنها.. أن المجلس الذى تنتخبه هو الذى يختار الأجهزة الفنية والإدارية والطبية التى تدير الـ30 لعبة هذه!. يعنى هذا المجلس الذى جاء بمواصفات اجتماعية.. هو من يتحمل بناء المستويات الفنية والبدنية والفنية للاعبيه فى 30 لعبة رياضية!. يعنى هو من يتحكم فى مستوى قطاع البطولة بدنيًا وفنيًا وسلوكيا.. لأن الاتحاد يشكل منتخباته من فرق الأندية.. ومستوى أى منتخب مرتبط تمامًا بما حصل عليه أعضاؤه فى أنديتهم!.

والأمر لم يتوقف عند هذه النقطة.. لأن مجلس إدارة النادى المنتخب على معايير اجتماعية وقبلية لا علاقة لرياضة البطولة بها.. هذا المجلس هو الذى ينتخب الاتحادات الرياضية المسئولة عن المنتخبات.. وهذه الاتحادات.. هى التى تنتخب قمة قطاع البطولة اللجنة الأوليمبية!. طيب والعمل؟.

......................................................

>> عندنا أندية واتحادات ولجنة أوليمبية.. هى شكلًا مثل هيئات القطاع الأهلى فى الخارج.. ومضمونًا مختلفة جذريًا عنهم.. وعليه!. لكى ندخل تحت مظلة الاتحادات الدولية واللجنة الأوليمبية الدولية.. ويسرى علينا ما يسرى عليهم.. لابد أن تكون أنديتنا مثل أنديتهم.. محترفة.. كيانًا وبشرًا!.

توفيق أوضاع الأندية.. أول خطوات إصلاح المنظومة الرياضية.. والإصلاح الجذرى لهذه المنظومة يبدأ من النادى.. لأن النادى هو الذى يرسى قواعد بناء قطاع البطولة بأكمله!.

تسألون حضراتكم ولماذا لم يحدث هذا عندنا؟.

لأن الاعتقاد السائد منذ دخلت الرياضة إلى مصر.. أن الرياضة هى «الكورة» والكورة هى الأهلى والزمالك!.

والحقيقة.. أن الرياضة لا هى الكورة ولا هى الأهلى والزمالك!. الرياضة هى كل نشاط حركى يقوم به الإنسان.. وتلك هى الرياضة التى قال عنها الدستور إنها حق لكل مواطن!.

هذه واحدة.. والثانية لابد وفورًا تعديل أوضاع أنديتنا لتكون هيئات محترفة.. مثل أندية العالم!.

الحقيقة.. أن هذا الإصلاح لن يصطدم بشعبية الأهلى والزمالك.. بل إن هذه الشعبية ستكون إضافة هائلة فيما لو أن الأهلى والزمالك.. كلاهما أصبح ناديًا محترفًا فى كرة القدم فقط.. أو فى الكرة ولعبة أو لعبتين معها!.

وقت تنظيم «الأهرام» لبطولاته الرياضية.. نظمنا بطولة أوروبا للبلياردو فى جزيرة وسط البحر قبالة الغردقة!. البطولة وملعبها الزجاجى على شكل هرم اخترعناه.. على جزيرة صغيرة وسط البحر.. شىء مبهر من وراء الخيال.. المهم!.

اتصال من إسبانيا للمهندس عبدالمنعم الصاوى مدير البطولة.. مفاده أن رئيس نادى برشلونة سيحضر لمشاهدة فعاليات البطولة التى أبهرت أبطال أوروبا!. الكل متشوق لمشاهدة رئيس نادى برشلونة الذى يبهر العالم بأدائه ونجومه.. وجاء الرجل.. واتضح أنه رئيس نادى برشلونة للبلياردو وليس برشلونة الكروى!.

حان وقت الأندية المتخصصة فى الكرة ولا مانع فى البداية من بضع لعبات معها إلى أن تتم دراسة الأندية المتخصصة فى اللعبات المختلفة!.

الأهلى والزمالك كلاهما له أرض مخصصة لبناء استاد جديد!. لماذا لا يكون النادى الأهلى لكرة القدم.. شركة مساهمة على أرضه فى الشيخ زايد.. ونفس الحال بالنسبة للزمالك!.

نادى الزمالك فى ميت عقبة والنادى الأهلى فى الجزيرة.. كلاهما سيبقى ناديًا اجتماعيًا رياضيًا.. بنفس الانتخابات ونفس الخدمات.. وفى هذه الحالة ستكون الفرصة مواتية.. لأن يمارس أبناء الأعضاء.. الأطفال والشباب للرياضة!. نعم.. لأن فوق الـ80% من الأعضاء وأبنائهم فى أنديتنا.. لا يمارسون الرياضة.. لأن تعداد الأعضاء هائل بالنسبة لعدد الملاعب!. وبالمناسبة.. هذه مشكلة حقيقية قائمة الآن فى الأندية الخاصة.. التى تتوسع فى قبول الأعضاء لأجل مزيد من المال.. إلى أن أصبح هؤلاء الأعضاء لا يجدون مكانًا يجلسون فيه.. وليس يلعبون عليه!.

عندما يصبح الأهلى والزمالك وبقية أندية الممتاز.. أندية محترفة فى كرة القدم.. مجالس إدارتها يتم اختيارها وفقًا لمؤهلات وتخصصات وخبرات.. وليس بأصوات جمعية عمومية اجتماعية.. عندما يحدث ذلك.. مجلس الإدارة المحترف الذى مهمته صناعة كرة القدم.. تخصصه وعلمه وخبرته.. ضمانة نجاح لقراراته.. سواء فى اختيار الأجهزة الفنية والإدارية والطبية.. وفى قرارات تسويق كرة القدم التى فى سوقها حول العالم.. تجرى مليارات الدولارات.. وأيضًا فى اختياره لأعضاء اللجنة المحترفة التى ستدير اللعبة!.

صدقونى.. تعديل وتوفيق أوضاع الأندية.. سيغير كل الأوضاع المايلة فى المنظومة الرياضية!.

الفرصة قائمة ومواتية.. والبداية من قانون الرياضة.. الذى هو لا يعرف.. إن كانت أنديتنا اجتماعية أم رياضية؟!.

 


لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى

رابط دائم: