رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
تكريم أبطال تعويم السفينة

كان المصريون فى أمسّ الحاجة لشيء استثنائى فذّ حتى يتمكنوا من تجاوز أجواء الحزن العام التى ضربت البلاد منذ جنحت سفينة بنما فى قناة السويس الأسبوع الماضى، وكانت المفاجأة الكبرى أن القناة لم تطلب من خارجها إلا الحد الأدنى من العون، وقام أبطالها بالإنجاز المأمول بأنفسهم وبما يفوق كل خيال. مع اتفاق من المتخصصين الأجانب قبل المصريين، على أن ما قاموا به لم يحدث قط فى العالم، وفى وقت قياسى قبل أن يمر أسبوع على الواقعة، كما أن السفينة خرجت من الشحط مبحرة بماكيناتها فى كفاءة تامة، وببدن سليم وبضائع مرصوصة كما هى، ودون أن يتسرب منها وقود أو زيوت، والأهم أنه لم يتضرر أحد بحارتها..إلخ. ولتبيان جانب واحد من العمل العظيم، فلنتذكر أن طول السفينة 400 متر، وعرضها 52 متراً، وكتلتها وهى فارغة تزيد على 150 ألف طن، وحمولتها تزن نحو رُبع مليون طن وترتفع 52 متراً، أى أننا إزاء تل ضخم كان متحركاً ثم جنح وشحط من طرفيه فى الشاطئين، وغرز فى عمق كل منهما. وقامت خطة إنقاذ السفينة على إزاحة عشرات الأطنان من الرمال من أسفلها ليتيحوا لها أن تنزلق، ولكن بحساب دقيق يُحدِّد بدقة مكان إزاحة الرمال، ومعدلات الإزاحة، لكى يضبط أن يكون الانزلاق برفق وإلا لترنحت السفينة ومالت بثقلها الرهيب فتقع الكارثة التى تسد القناة وتتسبب فى خسائر كارثية أخرى. وجاء فى التعليق الرسمى للاتحاد الأوروبى أن العملية مثيرة للإعجاب بكل من شارك فيه، واقترح بعض الخبراء الأجانب أن يجرى تدريسها فى أكاديمياتهم البحرية.

يجب تكريم هؤلاء الأبطال فرداً فرداً، وأن يراهم المصريون والعالم على شاشات التليفزيون، وأن يسمع الجميع منهم عن إنجازهم العظيم، وكيف أجادوا توظيف معداتهم ضئيلة الحجم فى سبيل الهدف الكبير، برغم سخرية المخربين المنتقدين لكل شيء، الذين سعوا للتعجيز بتضخيم المشكلة فور وقوعها، ثم بعد النجاح راحوا يقللون من مداها ويعربون عن دهشتهم من المبالغة فى حجمها! هؤلاء هم من انتقل الحزن إليهم.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: