رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عين على الأحداث
لبنان وتساؤل جبران

إن كان المشهد فى لبنان حاليا يؤلمنا لما آلت إليه أوضاعه من تردى أحواله المعيشية والسياسية والاقتصادية وسط مناكفات أطراف سياسية لا يبدو أنها تكترث بصالح البلاد، إلا أنه منذ قرن تشيع مشاعر القلق لأحوال لبنان عبر عنها مقال أديب المهجر اللبنانى جبران خليل جبران (1883- 1931) فى كتاب بعنوان: الآيات العصرية نظما ونثرا لكتاب من سوريا والعراق ومصر وأمريكا طبعة بيروت عام 1925، ويصف فيه بدقة ما يشهده لبنان الآن وكأنه يعاصرنا، واختار بعضا مما ذكره بعنوان: لكم لبنانكم ولى لبنانى.

لكم لبنانكم ومعضلاته، ولى لبنانى وجماله. لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض والمنازع. ولى لبنانى بما فيه من الأحلام والأمانى. لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام، أما لبنانى فتلول تتعالى بهيبة وجلال نحو ازرقاق السماء. لبنانكم خطب ومحاضرات ومناقشات. أما لبنانى فتغريد الشحارير ورجع صدى النايات فى المغاور والكهوف. لبنانكم رجلان رجل يؤدى المكوس ورجل يقبضها. أما لبنانى فرجل متكئ على ساعده فى ظلال الأرز منصرف عن كل شىء سوى الله ونور الشمس. لبنانكم طوائف وأحزاب. أما لبنانى فصبية يتسلقون الصخور ويركضون مع الجداول. ومن هم ياترى أبناء لبنانكم؟ هم تلك السفينة التى تصارع الأمواج وهى دون دفة ولا شراع. أما ربانها فالتردد، وميناؤها كهف تسكنه الغيلان، هم الذين لا يعرفون المجاعة إلا إذا كانت فى جيوبهم. هل بينكم من يتجرأ أن يقول: إذا مت تركت وطننا أفضل مما وجدته حين ولدت؟ وماذا عسى أن يبقى من لبنانكم بعد مائة سنة؟ ماذا تتركون سوى التلفيق والبلادة؟ لكم لبنانكم فاقتنعوا به إن استطعتم الاقتناع بالفقاقيع الفارغة!.


لمزيد من مقالات إيناس نور

رابط دائم: