رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

يا عزيزى كلنا «روبوت»

يفاجئنا محرك البحث الشهير جوجل، فى كل مرة تسول لنا أنفسنا أن نبحث عن معلومة، بسؤال بديهى اثبت أنك لست (روبوت)، لتواجه سلسلة من الاختبارات الطفولية لتثبت من أنت. ربما تطول الاختبارات أو تقصر، وفى بعض الأحيان تفقد أعصابك قبل أن تتمكن من إثبات حقيقة أنك إنسان. ولكننا نندهش فكيف لهذا الآلى أن يشكك فى إنسانية الإنسان؟ هل تحولنا فعلا إلى آليين؟؟.مع روتين الحياة اليومية نجد أن الأحداث تتكرر فعليا كما هى كل يوم. مهما يكن يومنا مكتظا بالمهام الشاقة، لكنها نفس المهام اليومية وربما اعتدنا أيضا أن نكرر نفس العبارات ونفس الشكوى ونفس النكات الصغيرة التى نضحك عليها، لتتسلل الرتابة إلى حياتنا يوما بعد الآخر. فالأمر أشبه بفيلم يوم جراوندهوج 1994- الذى تم تمصيره فى فيلم ألف مبروك لأحمد حلمي- فالبطل يستيقظ كل صباح ليجد نفسه فى اليوم ذاته، حتى أنه يتساءل ماذا لو يكن هناك غد. وجاء وباء كورونا، وضرب عرض الحائط بكل المسلمات فى حياتنا. وأصبحنا نتشوق لتكرار نفس الأحداث البسيطة التى كنا نعانيها من قبل، فالمدارس والعمل اللذان اعتادا أن يرسما ملامح يومنا لم يعودا إجباريين. وأصبح التعليم والعمل إليكترونيين من المنزل. لنصاب بالمزيد والمزيد من الملل، ونتشوق إلى عودة الحياة إلى ما كانت عليه يوما لننظر إليها ونتعامل معها بشكل مختلف. باستمتاع وتقدير لكل تفاصيلها البسيطة. إن تشابهت الأيام هكذا فذلك يعنى أن الناس توقفوا عن إدراك الأشياء الجميلة فى حياتهم كما يقول الكاتب البرازيلى باولو كويلو. فالرتابة والملل تسللا إلى قلوبنا عبر الزمن. وحولتنا إلى آليين من لحم ودم، نستمتع بالشكوى ونفتقد الرغبة فى التجديد. فى فيلم يوم جراوند هوج البطل هو الذى تغير وليس الأحداث، فنظرته للعالم وكيفية تعامله معه هى التى أوجدت الغد وليس الأحداث المفروضة عليه. فالتغيير يجب أن ينبع من داخلنا. المتغيرات على مدى العام الماضى أثبتت أن المتع البسيطة وكسر روتين الحياة من حين لآخر ليست جريمة، ولكنها فى الواقع تعيد لنا بعض إنسانيتنا. الخوف الذى يسيطر علينا من التغيير، ليس سوى وهم خلقناه لأنفسنا لنشعر بالأمان وأننا نقوم بواجبنا فى هذه الحياة. لكن التخلص من القيود البسيطة التى نضعها لأنفسنا يساعدنا على الشعور بالحرية ولو بشكل محدود. لكن التغيير ليس بهذه السهولة، صدق صلاح جاهين عندما قال لا تجبر الإنسان ولا تخيره، يكفيه ما فيه من عقل يحيره، اللى النهاردة بيطلبه ويشتهيه هو اللى بكرة يشتهى يغيره.


لمزيد من مقالات مروى محمد إبراهيم

رابط دائم: