رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

انتخابات الكنيست..استفتاء على شعبية نيتانياهو..
رئاسة الحكومة الإسرائيلية.. لعبة «بيبى» المفضلة

د. صبحى عسيلة

على طريقة أحمد زكى فى فيلم «معالى الوزير»، يبدو أن بنيامين نيتانياهو (المقلب بـ «بيبى») قد أقسم على ألا يغادر الحكومة الإسرائيلية منذ عاد إليها فى عام 2009 مستغلا غياب البديل الذى يمكن أن يحل محله فى رئاسة الوزراء. فلا حزب العمل بات قادرا على انتزاعها منه كما فعل برئاسة إيهودا باراك فى نهاية تسعينيات القرن الماضى، ولا يوجد فى اليمين آرييل شارون جديد لينتزع منه قيادة اليمين، ولا «المنافسون الجدد» قادرون على إقناع الإسرائيليين بأهليتهم لتولى رئاسة الحكومة.

الظروف السياسية مجتمعة فى إسرائيل جعلت من نيتانياهو ملكا متوجا فى رئاسة الحكومة، فأصبح صاحب أكبر فترة يقضيها مسئول إسرائيلى فى رئاسة الحكومة (1996 ـ 1999، ثم 2009 حتى الآن) متفوقا على الأب الروحى للدولة ديفيد بن جوريون. محاولات كثيرة خاضها منافسوه فقط من أجل تطليقه من المنصب، ولكنها باءت بالفشل بما فيها محاولة حزب أزرق أبيض برئاسة بينى جانتس التى كانت الأقرب إلى تحقيق مراد منافسى نيتانياهو. «لعنة نيتانياهو» أصابت أصحاب تلك المحاولات. فحزبا العمل وأزرق أبيض يشرفان على النهاية. أحدهما وهو حزب العمل بالموت البطىء بتهاوى شعبيته وحظوظه السياسية فى انتخابات تلو الأخرى، والاخر حزب أزرق أبيض بما يشبه الضربة القاضية، فالحزب الذى كان قبل عدة أشهر ينافس على رئاسة الوزراء ووقع اتفاق يسمح له بتوليها بعد عامين، لا تعطيه استطلاعات الرأى العام الإسرائيلى الآن أكثر من 4 مقاعد، وبعض تلك الاستطلاعات يتوقع له ألا يتجاوز نسبة الحسم، بل إن بعض القيادات فى الحزب طالبت رئيسه جانتس بألا يخوض الانتخابات تفاديا لنهاية مهينة، مع أنه ليس الحزب الأول الذى يلقى تلك النهاية بهذه السرعة. الآن يحاول جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود ومؤسس حزب أمل جديد ويائير لابيد مؤسس حزب يوجد مستقبل وبشكل أو بآخر نفتالى بينت رئيس حزب يمينا، أن يزيحوا نيتانياهو، فهل تنجح المحاولة تلك المرة؟

استطلاعات الرأى العام الإسرائيلى تعطى نيتانياهو ما لا يقل عن 30 مقعدا قبيل أيام من الانتخابات وهو عدد يساوى تقريبا ما تعطيه تلك الاستطلاعات لكل من ساعر ولابيد ونفتالى بينت مجتمعين وبما يضعهم فى وضع أشبه بحالة حزب أزرق أبيض فى الانتخابات الماضية. والاستطلاعات أيضا تشير إلى أفضلية غير حاسمة بطبيعة الحال لمعسكر اليمين الذى يقوده نيتانياهو. الأمر الذى يعنى أن الموقف برمته يكاد يتشابه مع ما كان عليه فى الانتخابات الماضية. ومع ذلك يبقى الرهان قائما على قدرة نيتانياهو فى التعامل أو بالأحرى التلاعب بخصومه. إذ يبدو الموقف أسهل كثيرا لتشكيل ائتلاف حكومى فى ظل غياب حزب كبير موحد مثل أزرق أبيض كان يقود المعارضة ضد نيتانياهو. ويصبح الموقف أسهل كثيرا على نيتانياهو فى ضوء الموقف الضبابى أو غير المحسوم من قبل بينت تجاه الانضمام إلى معسكر نيتانياهو من عدمه، بما يبرر القول إنه على الأرجح سينضم فى النهاية إلى نيتانياهو موفرا له شبكة الأمان التى يحتاج إليها لتشكيل الحكومة. الاستطلاع الذى نشر أول من أمس، يشير إلى أن كتلة نيتانياهو المتماسكة ستحصل على ما لا يقل عن 56 مقعدا من بينهم 32 مقعدا لليكود، مقابل 51 مقعدا للمعارضة، يتقدمهم حزب لابيد بـ 18 مقعدا، بينما تراجع حزب جدعون ساعر، ليصل إلى 9 مقاعد فقط. أما شبكة الأمان الرئيسية التى راهن ويراهن عليها نيتانياهو، فهى أولا اليمينية التى تجتاح الرأى العام الإسرائيلى والتى بات معها أقرب وأكثر ترحيبا بتشكيل حكومات يمينية بصرف النظر عن مدى تشددها أو تطرفها أو تدينها.

وثانيا الخوف الذى عمقه نيتانياهو فى أوساط الرأى العام الإسرائيلى من التهديد الإيرانى وإقناعه الإسرائيليين بأنه وحده دون غيره القادر على تأمينهم من ذلك الخطر. لذا بدا نيتانياهو واثقا من توجهات الرأى العام الإسرائيلى وواثقا من أنه سيفوز فيما اعتبره المحاكمة الرئيسية وهى الانتخابات، لأن الجمهور كما قال، هو من سيقرر وليس المدعين فى إشارة إلى القضاة بشأن محاكمته فى قضايا الفساد المتهم فيها. كما بدا محذرا الرأى العام الإسرائيلى من التجاوب مع دعوات من سماهم السياسيين فى إشارة إلى خصمة لابيد، فقال ردا على طلب الأخير إجراء مناظرة معه «أن إسرائيل ليست لعبة فى أيدى السياسيين»، وكأنه وحده كما سبقت الإشارة من ستكون إسرائيل آمنة فى عهدته. باختصار لقد أوصل نيتانياهو إسرائيل إلى أن تصبح اسيرة مقولة «إما نيتيناهو وإما الانتخابات المبكرة المتكررة» ليبقى نيتانياهو يمارس لعبته المفضلة التى يؤمنها له اليمين المتشبث بالسلطة منذ وصل إليها فى عام 1997، إلا سنوات قليلة انتزعها منه حزب العمل، الذى يكاد يختفى هو وأنصاره اليوم، تاركا اليمين ونيتانياهو يستمتع برئاسة الوزراء ويتلاعب بالساحة السياسية الإسرائيلية، وكأنهما فى وصلة من العزف المنفرد المتصل لعقدين من الزمن.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق