رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عالقة فى الذاكرة

بريد;

«رجعتنى الذكريات، للى فات من حكاية لحكايات.. فكرتنى وافتكرت، وبخيالى هناك بعدت، واتخدت. فكرتنى بالطفولة، واللى كان وقت الطفولة، وافتكرت سنين بعيدة، بعيدة، لكن سعيدة» عكس ذكريات عبد الحليم حافظ، فلقد تذكرت أيام كنا نسكن فى شارع النيل بالعجوزة، نمرح ونلعب كل يوم، أنا وأخى أمام المنزل عصراً على الرصيف الواسع الآمن، ننتظر بائع الآيس كريم، وهو يدفع الثلاجة الصفراء أمامه بدراجته منادياً بصوته الجهورى «آيس كريم...»، كنت تلميذاً فى مدرسة بالزمالك، أذهب إليها وأعود منها يومياً بأتوبيس المدرسة، تذكرت أن مصروفى كان ثلاثة قروش ستة أيام فى الأسبوع، ويوم الجمعة خمسة قروش.. تذكرت طابور الصباح وإطلال ناظرة المدرسة المربية الفاضلة إنعام الجمال علينا رحمها الله من شرفة المبنى وهيبتها ووقارها، وتحية العلم والهتاف ثلاثاً «تحيا الجمهورية العربية المتحدة»، والإذاعة المدرسية الصباحية.

تذكرت الفصول الرحبة والتخت الخشبية والفناء الواسع الفسيح الذى كنا نقضى فيه الفسحة ونمارس الرياضة، وتذكرت المدرسين والمدرسات الذين واللاتى لا توفى الكلمات وصف احترامهم واحترامهن وحسن سمتهم وسمتهن.. تذكرت مدرسة اللغة الانجليزية الدكتورة سعاد فطيم التى صارت ناظرة للمدرسة فيما بعد تخرجى فيها عام ١٩٦٩، متعها الله بالصحة والعافية وطول العمر؛ وهى تقول لنا فى الثانوية العامة: «ذاكروا كويس يا ولاد أحسن تدخلوا الجامعة الأمريكية»! فقد كانت جامعة القاهرة غاية أمل الجميع، والثانية الأخرى تلك لضعاف المجاميع.

تذكرت حصة الرسم وحصة الموسيقى وحصص الألعاب وحصة الخط وحصة القراءة، وأيام الرحلات المدرسية.. تذكرت المكتبة والمعمل وحجرة الموسيقى والمطعم و«الكانتين».. تذكرت أننا فى الفصل كنا مسلمين ومسيحيين معاً لا نفترق إلا فى حصة الدين، ولم نسمع يوماً فى المدرسة كلمة الوحدة الوطنية يؤكد عليها أحد، لأننا كنا نعيشها وننهل من معينها كل ساعة من كل يوم، تذكرت أننا كنا «بنين وبنات» فى الفصل نفسه، ونجلس بجوار بعضنا البعض، وتذكرت أنه كان معنا فى الفصل ثلاثة تلاميذ يحملون جنسيات أجنبية، وليست معهم الجنسية المصرية، فكانوا يعاملون معاملة المثل ولا ينقصون عنا شيئا حيويا.

د. يحيى نورالدين طراف

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق