رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حديث قلم
الوصاية

عقد ابن خلدون منذ أكثر من ستمائة عام فى كتابه تاريخ ابن خلدون بابا قال فيه: الأوطان الكثيرة القبائل والعصائب قل أن تستحكم فيها دولة والسبب فى ذلك اختلاف الآراء والأهواء، وأن وراء كل رأى منها وهوى عصبية تمانع دونها، فيكثر الانتقاض على الدولة والخروج عليها فى كل وقت. كلام ابن خلدون ينطبق على دول عربية كثيرة بيننا، منها لبنان بالطبع، إذ تراكمت عليه أزمات عصية على الحل، وهو ما دعا البطرك المارونى بشارة الراعى إلى أن يطالب الشهر الماضى بعقد مؤتمر دولى لحياد لبنان بعد أن بلغت كل الحلول الأخرى حائطا مسدودا على حد تعبيره، والمعنى الباطن هو أن تفرض وصاية على لبنان الذى فشل سياسيوه فى حل لو أزمة وحيدة من أزماته العديدة والمتكررة.

لبنان الذى يعيش على وقع الأزمات والمشكلات، ما بين حكومة مكلفة ومعلقة منذ أكتوبر الماضي، وحكومة تسيير أعمال تتمنى أن تترك مكانها الأمس قبل اليوم، صار عاجزا عن حل أى أزمة، بل صار غارقا فى الفوضى حتى أذنيه، والشواهد لا تحتاج إلى شرح فهى ماثلة أمام العالم أجمع، وكأن لسان حاله أهلا بالوصاية، وهو ما ظهر واضحا بعد حادث مرفأ بيروت ومطالبة 50 ألف لبنانى إيمانويل ماكرون بعودة الاحتلال الفرنسى إلى لبنان، ووضعه تحت الانتداب الفرنسى لمدة عشرة أعوام كاملة، من أجل محاربة الفساد المنتشر فى لبنان . والآن هل باتت الأرض ممهدة من سياسيين ومواطنين لفرض الوصاية الدولية على لبنان بعد أن بات غير قادر على حكم نفسه بنفسه، وأصبحت مؤسساته الدستورية غير فاعلة؟.


لمزيد من مقالات محمد القزاز

رابط دائم: