رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الحرب الإعلامية تشتعل عبر ضفتى الأطلنطى

شريف سمير
الملكة إليزابيث

برحيل أميرة القلوب ديانا عام 1997، تصورنا جميعا أن قلعة الملكية البريطانية حصَّنت أسوارها من الاختراق أو التمرد. وبعد ربع قرن يخرج شبح معبودة الجماهير من قبره ليهدد العرش البريطانى فى صورة وريثها الأصغر الأمير هارى حاملا نفس جينات أمه الفاتنة، ويسبح مع زوجته الأمريكية ميجان ماركل ضد التيار، لتنطق قصتهما المثيرة مع الملكة إليزابيث وولى العهد الأمير تشارلز بمفاجآت ومغامرات خصبة للحرب الإعلامية وإثارة الرأى العام فى بريطانيا والولايات المتحدة.

وبعد أن اعتزل الزوجان المشاغبان الحياة الملكية سعيا لحياة طبيعية هادئة بعيدا عن الأضواء واقتحام الخصوصية، تحول الشريكان إلى غريمين لقصر باكنجهام والصحافة البريطانية، وبحجم مكانتهما كان لابد أن يقفز إعلامى أمريكى على نفس الحجم والثقل شعبيا وعالميا لينتزع منهما أكثر الاعترافات سخونة وصدمة. لذلك ظهرت الإعلامية المخضرمة أوبرا وينفرى وتمكنت من الحصول على تصريحات نارية من ميجان. لتقر بحرمانها من الحماية فور انضمامها للعائلة المالكة، وعدم رغبة كبار القصر فى أن يكون المولود الجديد أميرا.

وفى مقابلة بلغت 3 ساعات و20 دقيقة، وبثتها قناة سى بى إس الأمريكية ليتابعها نحو 17 مليون شخص وتكلفت ما بين 7 إلى 9 ملايين دولار، صوَّب هارى وميجان رصاصة الانتقام نحو الصدر البريطانى لينتهز الإعلام الأمريكى الفرصة لتسوية حسابات قديمة وتاريخية مع الخصم العجوز.

وأفصحت ميجان عن إحساسها بأنها ضحية حملة تشوية حقيقية رفعت شعارها الصحافة البريطانية التى تحركها أصابع العنصرية، على حد تعبيرها. وهو ما دفعها للتفكير فى الانتحار. وتعاطفا معها، اندفع الأمير هارى إلى وصم الصحافة البريطانية بأنها ضيقة الأفق، وخاصة الشعبية، والتى كانت سببا رئيسيا فى قرار انفصاله عن القصر، فرارا من تدخل الصحافة البريطانية فى كل تفاصيل حياته، ومعاملة زوجته بمنتهى التنمر والتحرش، على حد تعبيره. ولم يكتفِ الإعلام الأمريكى بحوار وينفرى لفضح ثقوب الثوب البريطاني، بل رصد موقع بازفيد الأمريكى كيفية تحيز الإعلام البريطانى ضد هارى وميجان، واستعرض عدة عناوين من وسائل الإعلام تحظى فيها كيت مدلتون زوجة شقيق زوجها الأمير ويليام بالإشادة، مقابل التجريح والتحقير من نصيب ميجان.

ورفض الإعلام البريطانى الاستسلام والهزيمة من الآلة الأمريكية، معتبرا أن مقابلة وينفرى مانشيتا للكذب والادعاء، حيث وصفتها صحيفة تايمز بأنها أسوأ من التوقعات، موضحة أن اللقاء عبر عن زوجين ضعيفين. فيما استخدمت قناة «إى تى في» وصفًا عسكريًا لما جرى خلال المقابلة قائلة: «الضيفان شحنا قاذفة قذائف بى - 52 واستهدفا قصر باكينجهام وأفرغا ترسانتها فوقه.». كما نصحت صحيفة ديلى تليجراف العائلة المالكة بارتداء سترة واقية من الرصاص، لحمايتها من قذائف هارى وميجان. وأرادت الصحافة البريطانية مضاعفة آلام ميجان، فأفسحت صحيفة «ديلى ميل» مساحات لهجوم أختها سامانثا ماركل، التى تطرقت إلى مواقف أخلاقية تدين ميجان حول علاقتها بأبيها نتيجة إصابتها بـالنرجسية والاضطراب النفسي. ولم تنتهِ قصة هارى وميجان، بل إن الفصل الأكثر إثارة وخطرا قد بدأ، وخيوط سيناريوهاتها تشابكت وتشعبت. فهل فعلا أحسن الزوجان المتمردان اختيار التوقيت السليم للظهور واستفزاز العرش البريطاني؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق