رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
حوار زعماء المافيا!

2001: قال بوش الابن: نظرت إلى عينى الرجل. وجدته صريحا وجديرا بالثقة. شعرت بروحه. 2021: يقول بايدن: إنه قاتل. نظرت إلى عينيه (عام 2011) وقلت له فى وجهه: أنت لا روح (قلب) لك، فرد قائلا: نحن نفهم بعضنا بعضا. الشخص الذى تحدث عنه الرئيسان الأمريكيان واحد.. الرئيس الروسى بوتين، فمن نصدق؟.

بوش، الذى ندم على ما قاله، تعامل مع بوتين كمبشر مسيحى يريد اجتذاب أحد الخراف الشاردة لحظيرته، أما بايدن، فتملكته روح الانتقام من زعيم أكدت تقارير استخباراتية تدخله بالانتخابات الأخيرة لصالح ترامب. لكن هل هذه سياسة أم شخصنة للأمور؟ هل هو خرف شيخوخة ألمح إليه بوتين عندما تمنى لبايدن صحة جيدة؟. يبدو الحوار، إذا جاز لنا أن نطلق عليه كذلك، منتميا لعالم المافيا منه للسياسة. زعيم لا يتورع عن توجيه أبشع التهم لخصمه الذى يرد بغموض وربما بتهديد مبطن.

أخذ بايدن دائما على ترامب لغته الفظة متعهدا بالارتقاء بالخطاب الرئاسى، فإذا به يتدنى لمستويات غير مسبوقة. إنه يريد إقناع الأمريكيين بأنه سيجعل بوتين يدفع ثمن تدخلاته بعكس ترامب المتهم بالتواطؤ. علينا إذن توقع أيام صعبة عنوانها العقوبات المتبادلة والتسخين الدبلوماسى والإعلامى.

لكن روسيا ليست جمهورية موز يمكن سحقها أو استبعادها من المعادلة بسهولة. بايدن نفسه مدد قبل أسابيع معاهدة ستارت النووية مع موسكو. البراجماتية ستسود لأن المصلحة تقتضى التعاون مع روسيا. ثم إن بايدن المكبل بمشاكل داخلية لا يقدر على شن حرب باردة على جبهتين: الصين وروسيا. وقبل 50 عاما، حاول نيكسون فسخ عرى التعاون بين الدولتين الشيوعيتين آنذاك الاتحاد السوفيتى والصين ليستفرد بموسكو. فهل من المصلحة استفزازهما بوقت واحد؟.

سينشغل العالم بهذه الحرب الكلامية، وبحدة الألفاظ وطرافتها، سواء لغة القلوب والأرواح التى يدعى الرؤساء الأمريكيون إجادتها أو بكلام بوتين الذى قال: إذا وصفت أحدا بصفة معينة، فأنت تصف نفسك، مما يذكرنا بالمثل العامى: الشتيمة بتلف تلف وترجع لصاحبها تانى، لكن المؤكد أن أمريكا وروسيا ليستا بوارد الدخول بحرب جديدة، ساخنة أو باردة.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: