رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عودة الزعيم كيم

منذ بداية تسلم مهام عملها رسميا، وإدارة الرئيس جو بايدن، تسعى لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع كوريا الشمالية دون جدوى، وتقول وكالة رويترز قبل أيام، نقلا عن مسئول أمريكى رفيع المستوى، إن البيت الأبيض حاول الاتصال بـبيونج يانج عبر بعثتها لدى الأمم المتحدة، على طريق خفض حدة التوتر بين البلدين، لكن الأخيرة لم تعلق على طلب الاتصال الأمريكى، والتزمت بعثتها الصمت، وكأنها لم تسمع شيئا.

ورغم اعتراف العالم كله بالإدارة الأمريكية الجديدة، وسعيه نحو فتح صفحة جديدة من العلاقات مع إدارة الرئيس بايدن، فإن بيونج يانج لا تزال تتشكك فى الأمر، فلم تعترف وسائل إعلامها الرسمية بعد بنتائج الانتخابات الامريكية، وتعتبر أن ترامب لا يزال هو الرئيس الشرعى للبلاد، وأن الديمقراطيين سرقوا الانتخابات بالتزوير، ولعلها واحدة من المناورات التى دأبت كوريا الشمالية على تنفيذها فى كل انتخابات أمريكية، فى انتظار ملامح السياسة التى سوف يتبعها الرئيس الجديد، مع هذا الملف الشائك.

قبل نحو عامين التقى الرئيس ترامب، مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج، فى قمة تاريخية جمعت بينهما لأول مرة فى فيتنام، لمناقشة البرنامج النووى الكورى، ورغم أن القمة لم تسفر عن نتائج حقيقية، فإنها فتحت الباب واسعا أمام بداية صداقة من نوع خاص، بين شخصيتين بدتا أقرب للتطابق، وتجمعهما كيمياء خاصة، دفعت الزعيم الكورى إلى الترحيب باستقبال ترامب فى الأراضى الكورية الشمالية، لتنقل القنوات الفضائية فى يونيو عام 2019، تلك الدقائق المبهرة للرئيس الأمريكى، وهو يخطو أولى خطواته داخل الأراضى الكورية المحظورة، إلى جوار الزعيم كيم، قبل أن يختفى الاثنان داخل مبنى صغير فى مباحثات مغلقة، خرج بعدها ترامب ليشيد بـ«الصداقة العظيمة» التى جمعت بينهما.

تخضع كوريا الشمالية لحظر جوى منذ سنوات، بسبب العقوبات الأمريكية، وقد كان ذلك أحد الأسباب التى دفعت الزعيم كيم، للوصول إلى قمة فيتنام بالقطار، بعد رحلة شاقة استغرقت أياما، اخترق فيها قطاره الأراضى الصينية إلى هانوى، وهو ما دفع ترامب وقتها، وهو الذى سبق أن وصفه من قبل بـ"رجل الصواريخ، إلى مداعبته فى أول لقاء يجمعهما قائلا: يمكننى إعادتك إلى البيت فى ساعتين فقط إذا أردت"، فى إشارة واضحة إلى طائرته الرئاسية.

والمؤكد أننا سوف نشهد خلال الفترة المقبلة، تطورات كوميدية جديدة فى هذا الملف، فى ضوء التحذيرات التى أطلقتها كوريا الشمالية لأمريكا مؤخرا، بسبب المناورات الامريكية المشتركة مع كوريا الجنوبية، قبل أن تخرج شقيقة الزعيم كيم هذه المرة، محذرة إدارة بايدن، بأن تحاول جاهدة ألا تصل رائحة البارود جراء تلك المناورات، إلى أراضى كوريا الشمالية، وإلا... فيما بدا وكأنه عودة من جديد للنقطة صفر.. والحبل على الجرار.


لمزيد من مقالات أحمد أبوالمعاطى

رابط دائم: