رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رحمة...الأيدي الناعمة تطوع الخشب في عمق الصعيد

كتبت ــ سارة رمضان

نعم.. هى مهنة صعبة، لكن الحياة لن تخلو من الصعوبات، وهى مهنة عُرف بها الرجال، ولكن متى أصبح العمل فى المجالات المختلفة حكرًا على نوع معين، هذا هو لسان حال «رحمة»، التى اختارت أن تشق الطريق إلى ما تحب أن تعمل، مثلما يشق «المنشار» الخشب الذى قررت أن تتعامل معه وتبدع فى مجال النجارة فى عمق الصعيد‪.‬

‪ ‬فى مدينة أسيوط بوسط الصعيد، نجد نموذجًا للمرأة التى كسرت قواعد المألوف فى مهنة النجارة والحوار مع الأخشاب، وقد لمع اسم رحمة سامح مصطفى فى ورشة نجارة تصنع من الخشب إبداعاتها الخاصة، لتبدأ أولى خطواتها وهى فى المرحلة الثانية من كلية التربية النوعية فى المجال الذى لطالما تمنت العمل فيه، حتى جاءتها الفرصة.

وعن الشرارة الأولى ونقطة الانطلاق تقول رحمة إنها كانت مولعة بالخشب وطريقة التعامل معه وصناعته حيث إنها كانت تتابع فيديوهات على اليوتيوب لتتعرف كيف يكون الخشب من السلع المعمرة خاصة اذا تم اختيار التعامل معه بشكل فنى وهندسى جاذب.

وتضيف: وجدت إعلانا عن ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام فى ورشة‪ ‬بأسيوط وهى ملك لثلاثة شباب هم عبد الرحمن محمد صبرى وعبدالرحمن سيد توفيق واخوه عزالدين، وقد قرروا أن يقدموا جزءا من خبراتهم واهتماماتهم لكل من يرغب فى التعرف على الخشب وفن التعامل معه بالطريقة التى تجعل من قطعة الخشب لوحة فنية مستقلة وكيف لكل قطعة أثاث فى المنزل ان تضفى جانبا من الإبداع فى اركانه. وبدأت المسيرة المضيئة لرحمة، وبالفعل انضمت هى وغيرها من الفتيات والفتيان للورشة، حيث تعلمت معهم الفرق بين الخشب الصناعى والخشب الطبيعى، وفى هذا السياق تقول: فى اليوم الثانى تعلمت طريقة التعامل مع الآلات، وفى اليوم الثالث بدأنا فى إنتاج شيء عملى يعبر عما تعلمناه، فتتبعت مسار خيالى بالبدء فى عمل قطعة مميزة، كان مهما بالنسبة لى أن أضع من خلالها بصمتتى الخاصة على الخشب، ولكن لأن حلم النفس لا يتوقف عن البحث والإضافة، خصوصا إذا كان ملؤه شغفا تؤكد رحمة أنها لم تشعر بالتشبع الكامل بالفكرة بل إن تلك الورشة زادتها شغفا أكثر لتقتحم مهنة فى الصعيد هى حكر على الرجال وبدأت تتحدث مع أصحاب الورشة للتعاون معهم وتصبح أحد أفراد العمل لديهم، وبالفعل وافق الشباب، حتى والدها ووالدتها رغم أنهم بعيدون عن تلك المهنة إلا أنهم لم يعترضوا طريقها رغم خوفهم عليها من التعامل مع الآلات التى قد تمثل خطورة عليها، اذا لم تتعامل معها بحرص، لكنهم فى نهاية الأمر احترموا وقدروا تمسكها بأحلامها، فشجعوها لتستمر وتنجح ولا تفكر بأى شيء يعترض طريقها، وعن صورة الصعيد الراسخة فى الذهن ومنها أسيوط، تؤكد رحمة أن أسيوط التى كانت تبدو بالأمس وفى زمن مضى كأحد مواطن الصعيد التى تحجر على المرأة، لم تعد كذلك، ولا يفرقون فيها بين بنت وولد اليوم، بل يقدمون الدعم الكامل لفتياتهم‪.‬

وفى النهاية تقول فنانة الخشب التى صارت علامة مميزة فى المجال إن الصعيد ولّاد ولديه طاقات كبيرة وملهمة، ففى كل قرية مبدعون ومبدعات يتمسكون بأحلامهم، وصار هناك انفتاح أكبر، وعن رؤيتها للفتيات فى الصعيد تقول رحمة إن الفتاة هناك أصبحت لديها القدرة على عمل أى شيء تثبت وجودها من خلاله، وأنا لا أهتم بما يقوله الآخرون بقدر ما أهتم بما انا عليه وما سأقدمه إلى وطنى وإلى كل امرأة تشعر بأنها غير قادرة، أحب أن اكون مثالا جيدا يقدم وجهة نظره المختلف عن المرأة، فنحن قادرات أن نتحدى العالم، ووطننا يستحق منا أن نرفع هامته دائما، لأن المرأة المصرية قوية وقادرة على التحدى والمنافسة، ولا أزال أعمل وأتتبع طريق شغفى وإصرارى إلى أن أحقق حلمى بعمل ورشة خاصة بى، أدعم فيها كل الفتيات اللائى يحببن تلك المهنة، كما سأدعو كل شاب يحترم المرأة بأن يكون معنا فى مشروعنا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق