يُخطئ من يقرأ أرقام العنوسة التى قاربت الـ ١٥ مليون شاب وفتاة من خلال بعدها الاقتصادي بوصفه عند كثير من المحللين المسئول الاوحد عن تأخر سن الزواج.. فواقع حالنا يقول إن العنوسة موجودة في طبقات الثراء المادي والطبقات الدنيا على حد سواء.. الأمر الذى يسقط معه العائق الاقتصادى كسبب وحيد للعنوسة, فالزواج كعلاقة شرعية واجتماعية وكحاجة بيولوجية وفطرية لا يمنعه ويعوقه نوع سيارة العريس ولا عنوان ومساحة شقته.. ولا 30 طاقم سرير ولا أجهزة كمبيوتر وتلفاز.. الخ. لذا تتراكم التساؤلات: من الذى غالى فى المهور؟.. ومن الذى وضع للزواج سدوداً؟.. الحقيقة التى نغفل عنها اننا نحصد الآن نتائج حملات الغزو الثقافى التى استهدفت قيم مجتمعنا وأخلاقه على مدى عشرات السنين وراحت تنخر كالسوس فى بنيانه حتى ظهرت فينا الموبقات وسوء الأخلاق وانهيار القيم ودهس الأعراض.. وخدش الحياء والتحرش بالصغار قبل الكبار وتشويه الحلال ..حتى افرزت شباباً يلفظ الزواج وينظم حملات خليها تعنس!. نعم فالعنوسة لدينا ليست وليد ظرف وإنما هى حصاد فكر.. اطالب مراكز البحوث الاجتماعية بالجامعات بضرورة مراجعة أساليب تنشئتنا الاجتماعية التى افرزت شباباً غير راغب في تحمل مسئوليات الزواج! وكذلك مراجعة ما تبثه الدراما من تصوير للزواج كلغم قابل للانفجار ! وكشف حملات الخروج على النصوص الاجتماعية بدعاوى الحرية والمدنية! وكشف الدعوات الخبيثة التي تزين للأبواب الخلفية لشرع الله والتي تدعو لتقنين الصحوبية والصداقة والزواج العرفى وتجريب النساء!.. نعم دعونا نستفزز فينا الماضى الجميل من اجل مستقبل تحيا فيه مصر كما نريد لها.
لمزيد من مقالات محمود عبد المقصود رابط دائم: