كان الله فى عون الشعب الليبى الذى يعيش منذ 10 سنوات واقعا صعبا ومريرا بعد أن أدت حالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسى والأمنى إلى تمكين جماعات التطرف والإرهاب من بسط نفوذها على مساحات شاسعة من الأرض الليبية وجعلت من أى قوة معتدلة أو مستنيرة تعادى الفكر التكفيرى هدفا مباحا لحملات الإبادة والقتل والترويع.
ولا شك أن الليبيين يتطلعون فى هذه الساعات بروح الأمل والرجاء فى أن تتمكن الحكومة الليبية الجديدة التى ولدت على موائد الحل السياسى برعاية إقليمية ودولية من أن تمسك بكل خيوط اللعبة وأن تحسن إدارة الملف الليبى بشقية الداخلى والخارجى حتى تنفك كل ألغاز المسألة الليبية التى تجتاز الآن أحرج وأدق أوقاتها!.
إن على الجميع فى ليبيا أن يطرحوا على أنفسهم عددا من الأسئلة وأن يجتهدوا فى الإجابة عليها حتى يمكن تبديد كل أجواء الغموض التى مازالت تحيط بالملف الليبى وتجعل من هذه الساعات أصعب وأدق وأحرج اللحظات منذ انهيار حكم العقيد معمر القذافى عام 2011.
وأهم هذه الأسئلة على الإطلاق هو: هل مازال هناك من يعتقد أن الهدوء النسبى الآن هو مجرد هدنة مؤقتة فى الحرب الطويلة المضنية التى أهلكت الحرث والنسل فى سائر أنحاء ليبيا.. أم أن هناك إجماعا على اعتبار هذه المرحلة مجرد خطوة انتقالية تمهد لسلام حقيقى قادم على الطريق؟.
إن فى الأفق بارقة أمل بعد الأجواء الإيجابية التى شهدتها جلسة مجلس النواب الليبى لمنح الثقة لحكومة عبدالحميد الدبيبة التى التزمت بعديد من الخطوات الإيجابية لدفع مسار التسوية السياسية والإبقاء على نقاء مناخ الحوار الليبى – الليبى لبناء القوة الذاتية التى تمكن ليبيا من الحد من التدخلات الخارجية.
وعلى كل الذين يهمهم أمر ليبيا وضمان استمرار سيرها على طريق الأمن والاستقرار الدائم – وفى مقدمتهم مصر – ضرورة الانتباه إلى أن الصورة الآن ربما توحى بالاطمئنان ولكن لابد من أن يوضع فى الاعتبار أنه مازالت هناك قوى داخلية مرتبطة بأجندات خارجية تحاول أن تمنع الميلاد الجديد للصحوة الليبية.
تلك هى معالم خريطة الموقف على الساحة الليبية الآن والتى ربما تشجع على الرهان لأول مرة منذ 10 سنوات على الذهاب إلى سلام يرتفع إلى مستوى التضحيات التى قدمها الشعب الليبى للحفاظ على استقلال ليبيا وسيادتها الكاملة على كل أراضيها وإغلاق كافة الأبواب والنوافذ فى وجوه الطامعين!.
خير الكلام:
<< الاعتذار عن الخطأ لا يجرح كرامتك بل يجعلك كبيرا فى نظر من أخطأت بحقه!.
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: