رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حديث قلم
الفرصة

بعد أن فرغ من كلمته، طوى أوراقه، وتوجه للحاضرين: «من أكبر المشكلات بين مصر والسودان هى الصورة النمطية، فكلما أزور مصر أسمع ألفاظا تتعلق ببشرتي، ومن المؤكد أن ذلك يحدث للكثير من أبناء السودان». كان هذا ما قاله د. عبدالله حمدوك رئيس وزراء السودان فى لقائه بالأهرام، والحقيقة أننى كنت أفكر قبل مجيئه بيوم فى كيفية تغيير تلك الصورة، فالعلاقات على المستوى الرسمى تشهد زخما كبيرا، لكن على المستوى الشعبى يشعر كثير من الأخوة السودانيين بأن هناك من المصريين من يعاملهم بطريقة تتعلق بلون بشرتهم. ولقد سمعت ذلك بأذنى من أكثر من أخ وأخت سودانية، يحبون مصر ولا يحبون زيارتها بسبب ما يتعرضون له من مضايقات.

ما يحدث تجاه الأخوة فى السودان أو غيرهم من البلاد الإفريقية من بعض المصريين أو غيرهم فى بلاد العالم يندرج تحت ما يسمى خطاب الكراهية. فكل قول أو سلوك أو فعل علنى يحرض على العنف أو يدفع إلى إثارة الفتنة المجتمعية، ينتج عنه العنف اللفظى  والتمييز العنصرى والتجاوزات التعبيرية والنظرة الاستعلائية والإقصاء هو خطاب كراهية. ولا شك أن خطاب الكراهية أصبح يشكل ظاهرة اجتماعية وسياسية معقدة ومركبة ومتفاقمة، وآفة انتشرت مع انتشار وسائل الإعلام والاتصال الاجتماعي. ويأتى تعبير حمدوك فى هذا السياق.

الفرصة سانحة الآن للاستفادة من الزخم الرسمى بين الدولتين، فالحل ليس رسميا بقدر ما هو مجتمعى وشعبى وعبر القوى الناعمة من أزهر وكنيسة وإعلام ومجتمع مدني، والأخير دوره أكبر، إذ لابد أن يتوسع وينتشر للقضاء على هذه الآفة، وأن يضع إستراتيجية واضحة لتغيير تلك الصورة بمساعدة الدولة. 


لمزيد من مقالات محمد القزاز

رابط دائم: