رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
ضرورات التفاوض.. وخطر الحرب !

2 – رغم كل ما يبدو فى الأفق بأن الحزام العربى الإفريقى يمر بمرحلة بالغة الدقة والخطر، وبالذات فى منطقة القرن الإفريقى بسبب أزمة سد النهضة فإن احتمالات السلام مازالت ترجح كفتها على احتمالات الصدام، لأن السلام والوفاق وضرورات التعايش تحت رايات التعاون هى الأمل الوحيد فى الغد المرتقب لجميع الأطراف دون استثناء!

وصحيح أن الأخطار المحدقة لم تضعف احتمالاتها وإنما زادت مع استمرار إثيوبيا فى مواقفها المتعنتة – حتى الآن – بتأكيد إصرارها على الذهاب للملء الثانى خلف بحيرة سد النهضة، سواء تم التوصل إلى اتفاق، مع مصر والسودان أو لم يتم الاتفاق لكن إثيوبيا سوف تكتشف أنها لن تستطيع استمرار السباحة ضد تيار العقل والمنطق الذى يفرض عليها إعادة حساباتها السياسية والاستراتيجية فى ضوء العوامل والظروف الإقليمية والدولية ذات الصلة بأمن واستقرار الإقليم!

إن إفريقيا، التى تتمسك إثيوبيا باستمرار انفرادها بملف سد النهضة ومن ثم تعارض رغبة السودان التى تؤيدها مصر فى توسيع وتفعيل مهمة الوساطة من خلال رباعية دولية تحت الرعاية الإفريقية، هى الأكثر فهما وإدراكا لصدق النية من جانب مصر والسودان فى دوافع هذا الطرح من أجل إنجاح دور الوساطة الإفريقية وبما يتماشى مع صوت الضمير الإفريقى، الذى يخاطب الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا بلسان واحد يردد فى السر والعلانية «أيها الأشقاء اجتمعوا ولا تتفرقوا وتفاهموا ولا تختلفوا».

وربما يكون ضروريا ومفيدا أن نتأمل ما مضى من أحداث وأن نطيل النظر إلى بعض المشاهد التى تؤكد مصداقية الموقف المصرى منذ توقيعها على اتفاق المبادئ فى الخرطوم عام 2015، وكيف التزمت مصر بمعادلة سياسية عادلة توازن بين الإقرار بحق إثيوبيا فى التنمية وبين حتمية الالتزام بعدم المساس بالحقوق التاريخية لمصر والسودان فى مياه النيل.. وفى كل مراحل التفاوض كانت مصر حريصة على مواجهة الأشقاء فى إثيوبيا بالحقائق دون أن تدفعهم بأى اتهام رغم ما بدا واضحا من إصرار أديس أبابا على المماطلة والتسويف!

والقضية الآن هى كيف يمكن نزع فتيل الأزمة والانتصار لصوت العقل والحكمة وتجنيب القرن الإفريقى مخاطر استمرار الوقوف على حافة الحرب بانتزاع الحل السياسى الشامل والعادل من خلال اتفاق ملزم ومحدد، يجعل من سد النهضة رمزا للسلام والتعاون وحسن الجوار بدلا من أن يظل برميل بارود قابلا للانفجار فى أى لحظة!

خير الكلام:

<< من الحماقة أن تحاول تفسير الأمور وفق ما تريد لا وفق ما هى عليه!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: