رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أمريكا.. بين إبادة «الهنود» وغزو أفغانستان والعراق

شريف سمير

على مدار العام الماضي، عاشت الولايات المتحدة وسط موجات متكررة من المظاهرات المنددة بالعنصرية، واشتعل الجدل حول التخلص من التماثيل التى تمثل حقبة وحشية من التاريخ الأمريكي. ولكن فى الوقت الذى تحارب فيه أمريكا للتخلص من ميراث العنصرية، فعليها أيضا أن تواجه تاريخها الاستعماري، وخططها الاستعمارية المعاصرة والتى بدأت بفيتنام وتعانى منها أفغانستان والعراق حتى يومنا هذا. فلابد من إعادة قراءة لتاريخ العنف الاستعمارى الذى رفعت شعاره «الحضارة الأمريكية» التى أقامت أركانها فوق أنقاض الهنود الحمر بعد فاصل دموى من الإبادة الجماعية الممنهجة.

ففى العصر الحديث، دارت آلة الحرب الأمريكية حول فيتنام لتتورط إدارة واشنطن فى إنفاق ما يقرب من ١٦٨ مليار دولار منها ١١١ مليارا تكلفة العمليات العسكرية خلال الفترة ما بين أعوام ١٩٦٥ و١٩٧٠، بالإضافة إلى ٢٨٫٥ مليار دولار فى صورة مساعدات اقتصادية وعسكرية لحليفتها فيتنام الجنوبية، ووفقاً لتقديرات مركز «آسيا للموارد» تتراوح التكلفة الإجمالية النهائية لحرب فيتنام ما بين ٣٠٠ إلى ٩٠٠ مليار دولار. ومجددا يتشوه تمثال الحرية بـ “حروق وندوب” معارك فيتنام. وبينما يلجأ النظام السياسى الأمريكى للسيطرة على العالم، ارتد السهم إلى صدره فى ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١، فيغضب ويقرر الانتقام وتحويل مدافع “العنصرية” نحو الشرق الأوسط واصطياد رؤوس الإرهاب تارة فى كهوف وجبال أفغانسان، وتارة أخرى داخل مستنقع وصحراء العراق. وظن صقور الإدارة الأمريكية أن العملية لاتعدو أن تكون «نزهة» فى أرض المعركة، والغنائم فى انتظارهم، إلى أن كشفت الأرقام التى نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية، عن جملة النفقات عسكريا فى أفغانستان منذ الغزو فى ٢٠٠١ وحتى ٢٠١٩، لتصل إلى ٧٦٠ مليار دولار. ‎ولكى تغطى الولايات المتحدة على خطة الغزو، ساهمت بنحو ١٣٣ مليار دولار فى جهود ومشروعات إعادة الإعمار فى أفغانستان.

‎ولم يتورع الصقر الأمريكى فى الاختباء وراء حليفه القديم ليستغله ويستخدم طمع رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير عام ٢٠٠٣، ليتوغل فى العراق بذريعة تجريد نظام صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل .. وعقب سنوات الفشل فى بناء دولة المؤسسات والوعود البراقة بالديمقراطية وتداول السلطة، دفع العراق ثمنا باهظا للوجود الأمريكى، تاركا خلفه ملايين الضحايا من الشعب العراقى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق