بين الاعتراف والأطماع.. «الاستعمار» على الطريقة الحديثة

قبل أسابيع، نصح المؤرخ الفرنسى بنيامين ستورا الرئيس إيمانويل ماكرون بتشكيل لجنة «الحقيقة والذاكرة» حول ماضى فرنسا الاستعماري، بعد تسليمه تقريرا حول الاستعمار الفرنسى لإفريقيا، لم يستخدم فيه تعبير «جرائم حرب» أو «جرائم ضد الإنسانية». صحيفة «الجارديان» البريطانية سبقت فرنسا، عندما نصحت رئيس الوزراء بوريس جونسون بالاعتراف بدولة فلسطين كنوع من تصحيح الخطأ الناجم عن وعد بلفور. ولكن الواقع أن للسياسة حسابات أخرى، فليس من السهل على بريطانيا «استخدام هذه الورقة» كما أكد جونسون فى 2017 عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية. أما

فرنسا، فبالرغم من انتهاء استعمارها لإفريقيا، فإن الواقع يؤكد أنها لاتزال تسيطر على 85% من ذهب مستعمراتها الإفريقية السابقة بوسط القارة، بل إن كل حكومة منها لاتزال ملزمة بإيداع50% على الأقل من احتياطيها من العملات لدى الخزانة الفرنسية. أما الولايات المتحدة، والتى قامت على انتزاع الأراضى من الهنود الحمر، فتعتبر من القوى الاستعمارية ولكن بمفهومه الحديث، ألا وهو السيطرة باسم القضاء على الإرهاب وحماية الحقوق. فى هذا الملف نستعرض ملف الاستعمار وما تبقى منه ومعاناة العالم اليوم من تبعاته.