رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المعركة مستمرة من أجل حقوق المرأة

نحن الآن فى شهر المرأة الذى تحل فيه مناسبات عالمية ومحلية كلها تخص المرأة وتدور حولها بهدف إلقاء الضوء على مشاكلها وقضاياها ومعاناتها وآمالها وطموحاتها وبهدف تحسين احوالها،. ورغم ذلك فإننا فى مصر نواجه مؤخرا معركة للرجوع فى حقوق اساسية كافحنا من أجلها لسنوات طويلة ..ففى مصر الآن معركة تتعالى فيها اصوات المناهضين لاية خطوة فى اتجاه تحسين أحوال المرأة فى حالة حدوث منازعات مع الرجل او فى حالة الطلاق الذى ارتفعت نسبته فى السنوات الاخيره بشكل ملحوظ. واللافت للنظر ان اصوات الرجال والمتشددين لا تتحدث من منطلق مصلحة الأبناء فى حالة حدوث الطلاق، وانما هى محاولات للتقليل من شأن المرأة ودورها كأم وحقوقها الاساسية فى رعايه الصغير ..اقول هذا لأن الحكومة قد تقدمت مؤخرا بمشروع قانون جديد للاحوال الشخصية لتتم مناقشته وإقراره فى البرلمان الا ان لدى عليه عدة تحفظات مهمة ومنها انه ينتقص من حق الأم فى رعاية الابناء فى حالة الطلاق خاصة اذا ما اخذنا فى الاعتبار نسبة المرأة المعيلة فى مصر, وأيضا مسألة الضيافة ومسألة الولاية التعليمية ومسألة ترتيب الحضانة ومسألة النفقة ..وأرى ضرورة قيام حوار مجتمعى طويل وهادئ وعقلانى والاستعانة بأهل الخبرة فى شئون المرأة وتشكيل مجموعة من المختصين المعنيين بحقوق المرأة لإبداء آرائهم قبل مناقشة هذا المشروع فى مجلس النواب.

وليس مقبولا ان يحل علينا شهر المرأة فى مصر فنجد أننا بدلا من ان نضيف اليها مكتسبات جديدة او نحاول تحسين احوال المرأة التى تعانى او الاكثر احتياجا أو ان نغلظ من القوانين التى تحمى عرضها وكيانها، او ان تتصدى للعنف الذى يمارس ضدها فى ممارسات أليمة تحدث مثل الختان وزواج القاصرات والاغتصاب والعنف المنزلى وحرمانها من التعليم. فى شهر المرأة الذى نحتفل فيه بالمرأة وفيه ٣ مناسبات مهمة: ٨ مارس يحل يوم المرأة العالمي, و١٦مارس يوم المرأة المصرية و٢١مارس عيد الام: ونتذكر فيها أحداثا عديدة مرت بها وتضحيات كثيرة قدمتها ودورا كبيرا قامت به فى مختلف أنحاء العالم وفى مصر من أجل تحسين احوالها والحصول على بعض حقوقها الاساسية.. وأعتقد اننا لابد أن نتذكر قدر المعاناة التى مرت بها حتى تصل الى بعض الحقوق الاساسية .. ففى بدايه الشهر وتحديدا يوم ٨ مارس ١٩٠٨حينما ثارت ١٥الفا من العاملات فى مصانع النسيج بمدينة نيويورك من أجل تحسين ظروفهن المعيشية السيئة وظلمهن فى الأجور وخرجن فى مظاهرة ضد قهرهن أسفر هذا عن وفاة عدد منهن. وفى ١٩٧٥ أعلنت منظمة الأمم المتحدة اعتبار يوم ٨ مارس يوما عالميا للمرأة واختيار موضوع سنوى للاحتفال به واستمرار الإضرابات والتظاهرات والاضرابات من أجل تحقيق المساواة .بهدف إضافة مكتسبات لها بهذه المناسبة ..ثم فى مصر لدينا يوم المرأة المصرية فى ١٦مارس حينما خرجت اول مظاهرة نسائية الى الشارعً فى ١٦مارس ١٩١٩ بقيادة هدى شعراوى للمطالبة بتحرير الوطن من الاحتلال الإنجليزى وسقطت ٤شهيدات مصريات برصاص الاحتلال الإنجليزى وبعدها بدأت هدى شعراوى مع مجموعة من الرائدات الحركة الوطنية للمطالبة بحرية المرأة وحقها فى التعليم ورفع سن الزواج. وصدر اول قانون للأحوال الشخصية فى مصر ١٩٢٩. وفى ٢١مارس يحل عيد الام فى مصر لتكريم الام ودورها فى تربية ورعاية الابناء وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتقليد جديد حيث يقوم بنفسه منذ ٣ سنوات بتكريم بعض سيدات مصريات رائدات وعدد من أمهات الشهداء والامهات المثاليات، كما يوجه بإضافة مكتسبات جديدة لها بهذه المناسبة فى كل عام. إننا لا نزال فى حاجة إلى تحسين أحوال المرأة المصرية وما زلنا فى حاجة إلى نشر ثقافة الحوار العقلانى للوصول الى اسلوب حضارى وانسانى فى التعامل بين المرأة والرجل فى حالة الخلاف، وفى حالة الطلاق وفى حالة وصول الخلافات إلى المحاكم حتى لا يصبح الابناء هم الضحية الاولى للخلافات. إننى أطالب بحوار مجتمعى حول مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد وأدعو لقيام حملة مجتمعية وإعلامية لاحترام كيان المرأة وصون كرامتها وعدم الانتقاص من حقوقها الاساسية، وضمان حياة كريمة لها، وإضافة مكتسبات جديدة لها.


لمزيد من مقالات ◀ منى رجب

رابط دائم: