أفق جديد
قراءة فى كف المنطقة!

على عكس دول أخري، لا يعيش الباحثون الأمريكيون بأبراج عاجية. خطوط اتصالهم مفتوحة مع الحكومة والكونجرس والشركات. المختصون بشئون الشرق الأوسط يسهمون بقوة فى تحديد السياسة الأمريكية تجاهنا، ولذلك من الضرورى الاستماع لرؤاهم وتوقعاتهم واعتبارها مؤشرا لما ستقوم به إدارة بايدن.

مؤسسة بروكينجز البحثية ذائعة الصيت أجرت استطلاعا عن واقع ومستقبل المنطقة، شارك فيه مئات الباحثين الأمريكيين الذين يعرفونها ويتحدثون لغاتها ويفهمونها ربما أكثر منا. 59% منهم وصفوا الوضع بين الفسلطينيين وإسرائيل حاليا، بأنه دولة واحدة أقرب لنظام الفصل العنصري. 94% منهم قالوا إن حل الدولتين ليس ممكنا أو محتملا. 6% فقط قالوا :محتمل. 77% توقعوا وجود دولة إسرائيلية فقط تمارس الفصل العنصرى على الفلسطينيين.

بالنسبة لإيران، يعتقد 75% أن العودة للاتفاق النووى معها سيقلل احتمالية حصولها على القنبلة النووية، بينما قال 21%: العودة لن تغير شيئا. الغالبية ترفض أى عمل عسكرى ضدها. مستقبل العالم العربى كان مثار جدل. 30% من الباحثين توقعوا موجة احتجاجات خلال السنوات العشر المقبلة، بينما ذكر 46% أن الاحتجاجات مستمرة، وإن بأشكال مختلفة. 7% فقط، قالوا إن الانتفاضات انتهت.

ماذا عن الدور الأمريكي؟ 3% فقط يعتقدون أن واشنطن مازالت قوية بالمنطقة بينما يرى 75% أنها أصبحت ضعيفة عما كانت قبل 10 سنوات. 38% يقولون إنها القوة الخارجية الوحيدة المهيمنة. باستثناء 10% فقط، فإن الغالبية ترى أنها لن تستعيد نفوذها السابق.

العرب حاليا يترقبون ماذا ستفعل إدارة بايدن وما هى حدودها وقدراتها؟ فى الغالب، استمعت لرأى هؤلاء الخبراء الذين قد تستعين ببعضهم فى مناصب تنفيذية، وبالتالى من المهم لنا التعرف على رؤاهم. لقد ظهرت كتابات وتصريحات عربية تتحدث عن التوجهات الأمريكية الجديدة، وكأنها مفاجآت لم يتوقعها أحد. تصريحات أخرى اعتبرت الإدارة امتدادا لعهد أوباما وكأن التاريخ ساكن لا يتحرك. واشنطن 2021 ليس هى 2003 أو 2008. كورونا والركود الاقتصادى نالا منها لكنها أيضا ليست عزيز قوم ذل، فمازالت القوة العظمى الوحيدة وعلينا التعامل معها بعقلانية وفهم ودون تهويل أو تهوين.