بناء المآذن، خاصة تلك التى تمتاز بزخارف وفنون معينة تحاكى الطراز المعمارى الإسلامى القديم، حرفة قد تصبح بمرور الوقت إرثا، وتقتصر على أسرة أو عائلة بعينها تظل محصورة بينهم، فيصبحون كالعملة النادرة تخضع فى عملها للحجز مقدما.
وفى محافظة بنى سويف، وتحديدا مركز ناصر، عائلة تحترف فنون بناء وتشييد المآذن، وجمعتنا المصادفة مع أحد بناة المآذن بعد أن شهدناه خلال تشييده برفقة عدد من أقاربه عددا منها بطراز رائع الجمال بقرية «الطويرات» فى قنا.
يقول فرج رجب: تعلمت الحرفة من أشقاء والدتى (أخوالي)، ويقتصر عملنا على بناء المآذن والقباب بعيدا عن نظام الخرسانة بل نعتمد فى عملنا على الطوب الطفلى أو الوردي، الذى ننسقه بطراز معمارى إسلامي، وتتخلله ألوان يطلى بها الطوب، وتخضع لنسق جمالى محدد.
ويضيف: نجوب غالبية المحافظات للقيام بهذه الأعمال، حيث نقسم أفراد عائلتنا بنظام الفرق، لمواكبة الطلب علينا وسرعة الإنجاز، وتسود بيننا روح المنافسة، لخلق مزيد من الجمال فى المآذن والقباب أو واجهات المساجد وكل ما يتعلق بها.
ويكمل رجب: علمت ابنى الأكبر (٢٢ سنة) وشقيقه (١٨ سنة)، موضحا أنه شيد عشرات المآذن والقباب، منها ٣٣ فى الغردقة و١٣ فى سفاجا و٢ فى رأس سدر. وعن أصعب مواقف صادفها فى بناء المآذن «ذات الارتفاعات المخيفة، حيث قمت ببناء أعلى مآذنة فى محافظة الفيوم بلغ ارتفاعها ٦٧ مترا، وأخرى فى دمياط ٦٠ مترا».
رابط دائم: