ما هو مغزى الزيارة التى بدأها البابا فرنسيس للعراق يوم الجمعة الماضى، وتنتهى اليوم (الإثنين)...؟ إن بعض أقاليم العراق كانت تشكل معاقل قوية لتنظيم الدولة الإسلامية للعراق والشام أى: داعش، ذلك التنظيم الدموى الذى أساء للإسلام والمسلمين كما لم يفعل أى تنظيم آخر، وجسد أسوأ صور التعصب الدينى المقيت. ولا يمكن أن ننسى نحن، فى مصر، جريمة إعدام الدواعش لواحد وعشرين قبطيا مصريا فى فبراير 2015 سجلوا مشهد استعراضهم ثم إعدامهم على أحد سواحل ليبيا. وفى غمار معركة العراق مع داعش، عانت الأقلية المسيحية هناك ـ التى تقلص عددها إلى حوالى ربع مليون فقط ـ من جرائم داعش الوحشية، فأغارت عناصره على كنائس المسيحيين التاريخية، واغتصبت ثرواتهم، وخيروهم بين التحول إلى الإسلام، أو دفع الجزية،أو مغادرة البلد، أو مواجهة الموت! والآن، وبعد القضاء على داعش، ذهب البابا فرنسيس إلى العراق فى زيارة تاريخية، ليس فقط لشد أزر المجتمعات المسيحية الصغيرة فى العراق، وإنما أيضا من أجل الدعوة للتآلف بين جميع الأديان. وقال البابا فى صلاة مشتركة بين الأديان: إن العداوة، والتطرف ، والعنف... أشياء لا تنبت فى قلب متدين..، إنها نواقض التدين. وكان بابا الفاتيكان رائعا عندما قال: نحن المؤمنين لا يمكن ان نصمت والإرهاب ينتهك حرمة الدين..... وعلينا جميعا أن نمنع أى سوء فهم، وألا نسمح لغيوم الكراهية أن تحجب نور الحق. كما لم يتردد البابا فى التنديد بمعاملة الأقلية الأيزيدية، التى قتل منها رجال كثيرون، واغتصبت آلاف السيدات والفتيات والأطفال، وبيعوا كعبيد، وخضعوا لأهوال من العنف الجسدى وأجبروا على التحول عن دينهم. وأخيرا ، كان لقاء البابا فى النجف بآية الله على السيستانى لقاء تاريخيا له مغزاه الذى لا يخفى، بين رأس الكنيسة الكاثوليكية والمرجعية العظمى للشيعة العراقيين، أو بين رجلين يجمعهما التقوى والتواضع والزهد، كما قال ذلك حيدر الخوئى مسئول العلاقات الخارجية للإمام السيستانى.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: