هوامش حرة
المصريون فى الخارج

زادت فى الفترة الأخيرة جرائم الاعتداء على المصريين فى الخارج ووصلت إلى جرائم قتل شبه يومية.. ورغم الجهود التى تقوم بها وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج السفيرة نبيلة مكرم، فإن القضية تحولت إلى ظاهرة.. وأيا كانت التعويضات التى يحصل عليها الضحايا إلا أن الموقف يحتاج إلى مواقف أكثر حسما من الحكومة المصرية.. إن هؤلاء الضحايا ذهبوا إلى هذه الدول وتركوا أوطانهم وتغربوا وليس الجزاء أن يعودوا فى توابيت مغلقة.. إن كثيرا منهم لم يحصلوا على أجورهم ومنهم أعداد من العمال والحرفيين وقد ذهبوا بحثا عن أرزاقهم.. إن الكثير من هذه الجرائم عمليات قتل مع سبق الإصرار والترصد.. كما أن عمليات القتل تشهد سحل القتلى وتشويه أجسادهم.. إن تكرار هذه الاعتداءات على المصريين فى الخارج لا تقتصر على دولة واحدة والشيء الغريب أنها دول عربية شقيقة.. كان العامل المصرى فى يوم من الأيام يلقى كل التقدير فى الدول العربية الشقيقة.. وقد عاشت أعداد كبيرة من المصريين حياتهم فى هذه الدول واعتبروها وطنهم الثانى.. لا أستطيع أن أبريء حكومتنا من هذه الكوارث التى تتكرر كل يوم ولا تكفى زيارة هنا أو عتاب هناك فليس فى القتل عتاب.. لا أدرى إلى أى مدى نهتم بأحوال المصريين فى الخارج وما هى المؤسسات التى ترعى أحوالهم هناك وأين السفارات والقنصليات المصرية فى الخارج.. إن أعداد المصريين العاملين فى الخارج تعد بالملايين وهم يرسلون إلى مصر مليارات الدولارات بالعملة الصعبة.. ولا يعقل أن نتركهم يتساقطون فى جرائم قتل مجنونة.. فى كل يوم نشهد جريمة جديدة تستباح فيها دماء مصرى مغترب لم يجد عملا فى وطنه وأختار الغربة ملاذاً.. فى الأيام الأخيرة حدثت أكثر من كارثة قتل فيها مصريون بلا جريمة.. والمطلوب أن تحمى مصر أبناءها فى الداخل والخارج.. هؤلاء لهم حقوق وواجبات علينا ولا ينبغى أن نتركهم ضحايا الموت والإهمال فى الغربة.. الاعتداء على المصريين فى الخارج تحول إلى ظاهرة لا يمكن السكوت عليها..

[email protected]