فرضت جائحة «كورونا» شروطا جديدة لشكل الحياة على كوكب الأرض وبعد مرور عام كامل نشرت جمعية الطب النفسى الأمريكية تقريرا يظهر معاناة 8 من كل 10 أفراد من معدلات مختلفة من التوتر خاصة بين الآباء والأمهات الذين يعانى اغلبهم من ظاهرة الاحتراق النفسى والشعور بالإجهاد والتعب لطول فترة مكوث الأطفال فى المنزل وإغلاق المدارس والتحول إلى نظام التعلم عن بعد، فقبل الجائحة كان تواجد الأطفال بالمنزل اقل وجدولهم اليومى مشغولا وممتلئا بالعديد من الأنشطة التى تخفف من شعور الوالدين بالتوتر والعبء النفسى المصاحب لذلك.
وقال التقرير الذى نشره موقع «سايكولوجى توداي» المتخصص فى الدراسات والأبحاث النفسية ان المرور بحالة الاحتراق النفسى وهو مايعنى عدم القدرة على الاستمرار فى أداء المهمة المطلوبة منك والشعور بالفشل فى كل ماتفعل والتفاوت الكبير بين المطلوب ومايتم تحقيقه بالفعل، وذكر التقرير أن الاحتراق النفسى يعرض الصحة العقلية للآباء للخطر وقد يؤدى الى اتباع سلوكيات تصنف فى الطب النفسى كنوع من العنف والإساءة للأطفال مما يترك أثره على الأطفال سواء بالصراخ والعصبية أو استعمال العنف اللفظى أو المعنوى ويحدد التقرير العلامات الدالة على وصول الآباء إلى مرحلة الاحتراق النفسى كالشعور الدائم بالإرهاق النفسى والجسدى الذى لا يزول بالراحة ويصبح مجرد التفكير فى مهام اليوم التالى امرأ مرهقا ودافعا للشعور بالاكتئاب والحزن فى حد ذاته وقد يعانى الاباء من بعض المشاكل الصحية مثل الشعور بالصداع الدائم والمتاعب الهضمية واضطرابات الوزن بزيادته او نقصانه الشديد وصعوبات فى النوم وعدم القدرة على النوم لساعات متواصلة والأرق الدائم بالإضافة إلى تغيرات فى السلوك وطريقة التعامل مع الأبناء.
والوصول إلى مرحلة الاحتراق النفسى يدفع الآباء الى محاول الانفصال العاطفى والهروب من مسئولياتهم مع التبرير الدائم لأنفسهم مما يدفعهم لممارسة الإهمال لاولادهم او استخدام أساليب عنيفة وعدم استمتاعهم بالدور الأبوى كالسابق وبالتالى الشعور بالذنب والتقصير والإحباط الناتج عن ذلك مع عدم القدرة او الرغبة على إصلاح الامر بسبب الاجهاد العاطفى الكبير الذى يعانونه.
وقد يشعر الآباء والأمهات الذين يمرون بهذه المرحلة بأنهم أصبحوا اقل انتاجية لمهامهم عن مستوى أدائهم السابق بالرغم من تواجدهم مع الابناء لفترات اطول وعدم اضطرارهم للقيام بأنشطة خاصة بالاطفال خارج المنزل مثل الكورسات او التدريبات الرياضية والأنشطة المدرسية السابقة، بالإضافة إلى الشعور بعدم التحكم فى الأمور وخروجها عن السيطرة والقلق على المستوى التعليمى للأبناء وتأثير ذلك على مستقبلهم.
وللتخلص من هذه الحالة والتقليل من آثارها ينصح التقرير الاباء والامهات بضرورة الحصول على وقت مستقطع لأنفسهم من المهام اليومية سواء بالتمشية او بتنقية الذهن بعيدا عن الضغوط داخل المنزل واتباع طرق تفكير ايجابية بعيدة عن لوم الذات او الاستمرار فى اجترار المشاعر السلبية ومحاولة الترويح عن النفس بطرق بسيطة مثل الاستماع للموسيقى أو الخروج مع الأصدقاء والحديث إليهم والابتعاد عن السوشيال ميديا لفترات أطول لتنقية الذهن وتجنب التشبع بالأخبار السيئة.
ومحاولة الوصول إلى نوع من التوازن بين توقعاتك وبين روتين الحياة اليومية فلا وجود لأب وأم مثاليين طوال الوقت والابتعاد عن الشخصيات السلبية والبحث عن أصدقاء يقدمون المساعدة.
رابط دائم: