رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حبال الصبر وأرصدة العشق

من أهم علامات ومؤشرات الإدارة الرشيدة لأى دولة أن يكون المواطن واطمئنانه وثقته ومراعاة قدراته بوصلة حقيقية لهذه الإدارة يساعد عليها قياسات ومتابعة دقيقة لآرائه ومجسات سليمة لآلامه مع وجود سياسات وآليات جادة للاستجابة لها مع وضع أولويات لما ينفذ من مشروعات يكون مطلوب من المواطن تحمل توابعها وتكاليفها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وألا يكلف بما فوق طاقته وطاقه إمكاناته ويتجاوز قدرات احتماله.

] . ان عشرات الملايين الذين خرجوا يستردون ثورتهم من الجماعة الإرهابية ويستردون حكم بلدهم هذه الملايين هى الأرصدة والظهير الشعبى لدولة 30/6 والذين لم أتوقف فى عشرات المقالات السابقة عن المطالبة بالاستماع إليهم والتخفيف عنهم وتحميل توابع وآلام القرارات الاقتصادية الصعبة التى اضطرت الدولة لاتخاذها نتيجة الميراث الثقيل من الفساد والإفساد ونهب ثروات مصر من تحالفات السلطة والثروة قبل ثورة 25 يناير !! وما أكثر ما كان يؤلمنى وأنا انتمى انتماء أصيلا لدولة 30 /6 وشرفت وتوج الخالق عز وجل انتماء وعشق وعمل لم أتوقف عنه من أجل هذه الأرض الطيبة بدعوة وجهها لى رمز من أهم الرموز العسكرية اللواء محمد العصار فى الثالث من يوليو 2013 لأقف بين من حملوا أرواحهم على أكفهم واجتمعوا فى هذا اليوم المجيد من تاريخ مصر لإعلان استجابة جيش المصريين الوطنى لإرادة عشرات الملايين الذين ملئوا ميادين وشوارع مصر ـ دقائق وساعات وأيام من العشق النادر لمصر وتصحيح مسار تاريخها ما كان يمكن أن ينجح لولا هذه الملايين وخروجها العظيم والكبير فى مشهد  وصفته  وكالات الإنباء  العالمية  بأنه غير مسبوق فى  تاريخ ثورات الشعوب.

> كم كان يؤلمنى أن أجد بينهم وأغلبهم من ملح الأرض والبنائيين الحقيقيين من أبناء الطبقة المتوسطة الذين يمثل التعليم والعمل رءوس أموالهم ومصادر قوتهم وكيف تراجعت ظروفهم ومستويات حياتهم مع القاعدة العريضة من الملايين الذين صنعوا قصة العشق الوطنى الكبير فى 30 /6 .. كم كان يؤلمنى أن أجد الكثير منهم يتألمون من الظروف الاجتماعية والقرارات الاقتصادية التى تتجاوز قدراتهم على الحياة التى ارتضوها من أجل أن تعبر بلدهم أيامها وظروفها الصعبة وميراث الماضى الثقيل من الفساد  وكان يزيد من وطأة الألم أن تبدو الأمور فى أحيان كثيرة وكأن الأغنياء يزدادون غنى وصناع الحياة وأصحاب أرصدة الاحتمال والصبر تزداد أحوالهم تراجعا وصعوبة .. ومحاولة البعض تصوير أن الرأى الآخر فيه ما يهدد الأمن والاستقرار وعدم إدراك أهميتهم فى بناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التى ينص عليها الدستور وهى الدعوة التى  كان يقف وراءها دائما الخوف على الوطن  من أخطار وأعداء خارجيين وداخليين وأيضا انتماء عميق لدولة 30/6 و3/7 وخططها الجادة والمخلصة للبناء والتعمير والعمران وبناء الإنسان وحيث ستظل المعارضة والرأى الآخر على أرضية وطنية من أسس دعمها وقوتها.

وحتى لا تنقطع حبال الصبر التاريخى المصرى وتنفذ أرصدته وأرصدة عشقهم العظيم لبلادهم يجب ان تكون سياسات احترام آلام المواطن والاستجابة لمطالبه فريضة وطنية على ممارسات جميع مؤسسات الدولة.

هذه الاستجابة من الدولة ألا يدخل فى اطارها الرد على جميع ما ينشر من مشاكل وأزمات ومصالح معطله للمواطنين مع مؤسسات الدولة وبعضها تنتظر الاستجابة والحل من عشرات السنين رغم استيفاء المواطن لكل ما طلب منه من رسوم وشروط وأموال وماذا عن اللامبالاة بكثير مما ينشر عن هذه المشاكل والأزمات وما يترتب عليها من معاناة فى حياة الناس ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما كتبته الأسابيع الماضية من مشاكل شباب ومعلمين فى بورسعيد مع مشروعات إسكان تعاونى واجتماعى وشبابى مضى عليها عشرات السنين دون الحصول على عقود التمليك أو تسليم الوحدات التى تعاقدوا عليها وإلغاء مشروعات وسحبها من الشباب وهناك أيضا ما كتبته الأحد الماضى عن التناقض بين جهود الدولة لمنع مواصلة البناء فوق الأراضى الزراعية والخروج إلى الصحراء بالاتساع العمرانى وما أشرت إليه من وقائع محددة لإعدام نخيل واشجار وزراعات نادرة فى مزارع بحثية وهدم مبانى بحوث زراعية ومرابى ضخمة للفراخ والبيض وإعدام قمح كان على وشك النضج فى محطة بحوث كفر الحمام بالشرقية على اكثر من 55 فدانا ولإنتاج تقاوى من أفضل السلالات وأكثرها إنتاجية وتكفى لزراعة أكثر من 30 ألف فدان إذا وزعت على الفلاحين وأضيف هذا الأسبوع ما وصلنى عن إعدام مزرعة الراهب البحثية وتتبع جامعة المنوفية وتشغل 55 فدانا ومحطة بهتيم بكفر الشيخ وتشغل 380 فدانا ومحطة بحوث الدواجن بكفر الحمام.. وذكرنى ما يحدث الآن بما حاولته من سنوات لإيقاف تدمير الحدائق البحثية بالمعمورة فيما يتجاوز 57 فدانا واستبدال دراسات وأبحاث الأمن الغذائى والحيوى والصحى بأبراج ومشروعات سكانية ...!! وعلى كل ما كتبت لم أتلق ردا من جهة تعلن مسئوليتها وتفسر أسباب هذه الممارسات رغم خطط الدولة لزيادة المساحات الخضراء لا من وزارة الزراعة التى تتبعها هذه المشروعات حيث تستخدم هذه الحدائق البحثية كمعامل أبحاث لتعليم طلبة كليات الزراعة ويقوم فيها الأساتذة المتخصصون بأبحاث ودراسات لمضاعفة الانتاج وجودة السلالات واستخدام العلوم الزراعية فى تعظيم مقومات الآمن الحيوى والصحى والغذائى.

> ومثل ما كتبته عن المزارع والحدائق البحثية  لم يكن هناك رد على نماذج لا تقل ألما فى عدم الاستجابة لشكوى آلاف العمال والملايين من المصريين العارفين بقيمة وأهمية الصروح الصناعية وما تمثله أيضا للأمن القومى  والسياسى والاجتماعى والمطالبين بتطويرها وتحديثها بدلا من تصفيتها وبيعها أنقاضا.

. أعود للتذكير بما لم أكف عن الكتابة عنه والدعوة إليه وأنه من أهم مؤشرات الإدارة الرشيدة لأى دولة معرفة وتلبية مطالب المواطن وحل مشكلاته وعدم تكليفه ما يتجاوز إمكاناته ووضع آليات لمشاركته بالرأى واحترام الاختلاف على أرضية وطنية فى إدارة شئون بلاده لدعم ومكافأة حبال صبره التاريخى وأرصدة عشقه لوطنه .


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: