رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

خارطة خليل السكاكينى للنهوض بالتعليم

نسرين مهران;

اختاره طه حسين عضو فى المجمع العلمى العربى بالقاهرة

 

وجد فى مهنة التعليم «أجمل مهنة».. بل اعتبرها مصدراً للسعادة والنشوة.

إنه خليل السكاكينى أحد رواد حركة التربية والتعليم فى فلسطين، إضافة إلى ريادته فى الحركة الأدبية والثقافية.

مفكر متحرر علمانى، عزيز النفس، واسع الأفق والاطّلاع.

عرف بنزعته الإنسانية العميقة، وغيرته الشديدة على اللغة العربية. كان وطنياً عروبياً، ناهض الاحتلال البريطانى لفلسطين وأدرك خطورة المشروع الصهيونى عليها ودعا إلى مقاومته بلا كلل أو ملل، وغدت «كلية النهضة» التى أسسها من أبرز معاهد التربية الوطنية العلمانية فى البلاد.






ولد السكاكينى فى العام 1878 فى أسرة أرثوذكسية مقدسية، ولذلك كان من الطبيعى فى سن الدراسة أن يلتحق بمدرسة الروم الارثوذكس فى القدس، لكنه تركها بسرعة لأن معلماً لطمه دون سبب. ومنذ هذه اللحظة، ظلّ معارضاً بشدة للضرب فى المدارس وأشكال العقوبات.

بل إنه صار مربيّاً يهتم بكرامةِ الطلاب، ويغضبه محاولة إذلالهم. ومن النقاط الرئيسية التى أقرها السكاكينى فى مضمار التربية والتعليم: معارضة أسلوب القصاص، عدم إذلال الطالب، الغاء الامتحانات والوظائف البيتية والشهادات، معارضة الحفظ غيباً، تهذيب شخصية الطالب ومنحه الحرية كاملة، كذلك علاقات اجتماعية مفتوحة بين المعلم والطالب.

وبعيدا عن القمع وعن الامتحانات ورهبتها، كان المهم هو بث الدافع الذى يقوى الهمة ويقود إلى طالب حر قوى على خلق ومنسجم داخليّاً. ذلك يعنى التكامل بين الأشياء وعدم عزلها، وفى التطبيق اقترح فى ذلك الوقت المبكر من بداية القرن العشرين أن اللغة يجب أن تدرس فى المواضيع المختلفة.

ليس المطلوب الالتزام بالتعليم باستخدام اللغة العربية فحسب، «ولكن كل معلم من معلمى المواد الأخرى على اختلافها يجب أن يكون معلماً للغة العربية فى الوقت ذاته».

كما أن هدف التعليم -وفقاً له- هو «توسيع المدارك وتقوية العقل وليس «حشوه بعلوم الأولين والأخرين» فإن الحشو يؤدى إلى امتلائه مع بقائه «صغيرا».. ومن المعلوم أن المدرسة السكاكينية كانت مستعدة أن تقبل أى طالب حتى لو كان مطروداً من مدرسة أخرى «لأنها لا تثق بالشهادات، بل ترجح أن العيوب التى قد تنسب للطلاب ليست عيوباً، وإنها قد تكون عيوب المدرسة».

ويتصاعد موقف رائد التعليم الفلسطينى وصولاً إلى القول بعدم تقيد المدرسة بنظام الحضور والغياب، فمن يشاء من الطلبة أن يحضر حضر، ومن شاء الغياب غاب.

موضحاً أن القاعدة أن نعمل على جذب الطالب إلى المدرسة بحيث يحس الطالب برغبة طبيعية فى الحضور.

يذكر أن خليل السكاكينى عمل سنة 1936 فى دار الإذاعة الفلسطينية التابعة للسلطات الانتدابية، التى افتتحت فى تلك السنة فى القدس، لكنه توقف عن العمل بعد فترة قصيرة بعد أن سمع المذيع اليهودى يبدأ حديثه بالقول بالعبرية: «هنا أرض إسرائيل».

وفى أواخر أبريل 1948 إضطر إلى ترك بيته فى حى القطمون العربى بالقدس، إثر هجوم القوات اليهودية على الحى.

ولجأ إلى مصر، حيث كان قد اختير، بناء على تزكية الأديب الكبير طه حسين، عضوا فى «المجمع العلمى العربى» بالقاهرة. وصار يكتب فى عدة صحف ومجلات مصرية.

وكان خليل السكاكينى قد فجع فى عام 1939 فجع بوفاة زوجته التى كان مولعاً بها، ثم فجع، فى مايو 1953، بوفاة ابنه الوحيد سرى بمرض عضال.

ولم يقوّ على تحمل هذه الفجيعة، ففارق الحياة بعده بثلاثة أشهر ودُفن فى مقبرة مار جرجس الأرثوذكسية فى القاهرة.

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق