هوامش حرة
عواصف الأيام

حين تشتد حولنا عواصف الزمن وتهب علينا رياح الوحدة نبحث عن أياد امتدت لنا وأخرجتنا من وحشة البشر والأشياء في هذه الأيام الموحشة.. تبحث عن قلوب أحبتك ووقفت معك ووجدت لديها الأمن والرعاية..

• أفتقد الأستاذ هيكل بحضوره وفكره ومواقفه.. كثيراً ما كنا نجد لديه الحكمة حين تضيق بنا السبل وتحاصرنا أشباح الكراهية من كل جانب.. مازال هيكل يعيش بيننا بفكره وحكمته وصلابة مواقفه.. كان أستاذا حقيقيا مترفعاً في الحوار إذا اختلف.. وفي مواقف الحياة الصعبة كنت تراه خلفك يضيء لك الطريق ويمنحك الثقة واليقين..

• أفتقد احمد زويل الغائب الحاضر كلما غابت أضواء الوعي وشموع الحلم والأمل أجد احمد زويل يطل من بعيد.. يمنح الناس الثقة في أن الحياة قادرة دائما أن تجدد شبابها، وأن تسترد بريقها، وأن تعود أكثر أملا وأمنا وكرامة..

• أفتقد يوسف إدريس المشاغب الأكبر والكاتب الذي كان قادرا أن يثير الغبار ويشعل الحرائق في أي وقت يشاء.. وفي لحظات جنونه الإبداعي كان قادرا أن يحرك مياه الأنهار الجامدة.. أفتقده الآن في قضايا كثيرة تحتاج قلمه المغامر.. قضايا الشباب الحائر والعدالة المسجونة والحقوق الضائعة والفكر الغائب والرؤى المتجمدة والفن السطحي المترهل..

• أفتقد حكمة وأبوة فضيلة الأمام الشيخ محمد متولي الشعراوي وكان دائما قادراً أن يسكت بالحجة أصوات الباطل وهي تعبث في عقول الناس وتشوه إيمانهم وسلامة دينهم..

• أفتقد فكر وحوار الكاتب والمفكر الكبير خالد محمد خالد حين اجتمع الفكر مع الصدق مع اليقين ليقدم نموذجاً رفيعاً في الحوار والبحث عن الحقيقة..

• أفتقد أشجار الشوارع تزين شاطئ النيل في الزمالك والعجوزة ومصر الجديدة والمعادي والقصور والفيلات تتناثر كالنجوم في ميادين القاهرة العتيقة..

• أفتقد قراءات الشيخ رفعت وعبد الباسط ومصطفي إسماعيل وأبو العينين والمنشاوي والبنا علي شاشات التليفزيون وموجات الإذاعة غابت عنا هذه الأصوات زمنا طويلا ولم نعد نعرف قدر البشر والأشياء..

• أفتقد الرحمة في قلوب الناس والترفع في حوار الكلمات والصدق فيما يقال والخوف من الله فيما نفعل أو نسعي أو نختار..