رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أوكازيون «أون لاين»
مد التخفيضات حتى ٢٨ مارس الحالى لإعطاء أكبر فرصة للمستهلكين

تحقيق ــ إبراهيم العزب
الركود يصيب الإقبال على سوق الملابس بسبب التخفيضات الوهمية

  • اتحاد الغرف التجارية: يحرك الركود وينشط المبيعات
  • شعبة تجارة الملابس: عرض «الصيفى» أوائل أبريل المقبل بتخفيضات ١٥%
  • الجمهور: عروض «الفاترينات» غير مطروحة ..والمتاح خامات غير جيدة بأسعار خرافية

 

الركود كلمة السر المسيطرة على الأسواق, فى ظل تداعيات جائحة كورونا التى أسهمت بشكل كبير فى انخفاض الدخل وزيادة حجم الإنفاق العلاجى على الأطباء والأدوية ومستلزمات الإجراءات الاحترازية, حتى بلغت نسبة التراجع فى طلب السلع العادية إلى 50%. ودائما كانت الآمال تنعقد على «الأوكازيونات» لإعادة تنشيط حركة البيع فى كل عام والتخلص من الراكد بمخازن التجار, خاصة الملابس الجاهزة والمصنوعات الجلدية وغيرها من السلع الاستهلاكية وهى الأكثر طلبا فى مواسم «الأوكازيون».

بداية يؤكد الدكتور أيمن حسام الدين، مساعد وزير التموين لقطاع التجارة الداخلية ورئيس جهاز حماية المستهلك، أن أعداد العارضين المشاركين فى الأوكازيون وصلت إلى ٣٢٥٥ عارضا ٩٠% منهم من أصحاب متاجر بيع الملابس الجاهزة والأحذية والمصنوعات الجلدية وتصدرت القاهرة والجيزة والإسكندرية المحافظات الأكثر مشاركة فى الأوكازيون، مشيراً الى أن الجهاز قام بتحرير ٣٢٥ مخالفة للتجار المخالفين وتم تحويل هذه المخالفات إلى النيابة العامة لمحاسبة هؤلاء، حيث ينص قانون حماية المستهلك على أن الغرامة فى حالة البيع بدون خصومات حقيقية فى حال الإعلان عن خصومات فى «الأوكازيون» تصل إلى مليوني جنيه.

ويضيف أن الجهاز تلقى ٢٥ شكوى من الجمهور معظمها عن منازعات بين البائع والمشترى بمخالفة سياسة إرجاع البضائع أو استبدالها أو بشأن المواصفات والجودة وتم التحقيق فيها وإنهاؤها، مشدداً على ضرورة أن يلتزم المشترى بالحصول على فاتورة من البائع حتى يسهل محاسبته إذا ما خالف قواعد «الأوكازيون» التى تلزم البائع بأن يعلن سعر السلعة فى الشهر السابق للأوكازيون وهو بالطبع السعر الذى يكون مشطوبا عليه ثم يعلن السعر الجديد بعد استنزال نسبة الخصم التى يقررها على البضاعة التى تم بيعها.

ويقول إن «الأوكازيون» ينشط السوق ويجعل التجار يبيعون جزءا من المخزون الراكد لديهم نتيجة الأزمات التجارية التى فرضتها أزمة كورونا منذ مارس الماضى وأن العارضين لا يطلب منهم إجراءات إدارية مطولة بل مطلوب فقط موافقة مديرية التموين التابع لها التاجر والالتزام بتقديم فواتير الشراء وأسعار البيع التى كان يعلنها قبل المشاركة فى الأوكازيون.

يختتم قائلاً إن المشترى أصبح لديه الوعى الكامل بكيفية الشراء فى الأوكازيون وتمسكه بالحصول على فواتير الشراء، أما التعامل عبر السوق الإلكترونى «أون لاين» فلابد للمشترى أن يتأكد من صحة الموقع الذى يتعامل معه بأن يقوم بزيارته على الواقع وصحة البيانات الخاصة بالشركة وعدم سداد قيمة السلعة المشتراة إلا بعد التأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات التى طلبها.

تلاعب بالزبائن

المستهلك يقوم بتكوين صورة كاملة للتعامل مع عارضى البضائع الالكترونيين وتجسدها عدة مقابلات كشفوا فيها التلاعب بالزبائن، وكما يقول فهمى فوزى زخارف ـ بالمعاش، ومقيم بمصر الجديدة: إنه تجول من خلال الشبكة الدولية للمعلومات من منزله على بعض العارضين المشاركين فى الأوكازيون بمنطقة مصر الجديدة ولاحظ له ارتفاع أسعار المعروضات من الملابس والمنتجات الجلدية، فقرر أن يتوجه إلى محال وسط البلد وتجول على بعض المحلات، وتبين له أن الكثير من المعروضات لا تساير الموضة والكثير منها معروض فى فاترينات المحلات وعندما تدخل المحل لطلبها يخبرك البائع بأنها غير موجودة ونفدت وهناك بدائل لها غير مطروحة فى الفاترينة ويرغبك فى شرائها، لتجد نفسك قد اشتريت سلعة غير جيدة وغالية السعر، مضيفاً أنه كان يعتقد أن التجار سينتهزون هذه المناسبة لتكون هناك تصفيات كبيرة وحقيقية على الموديلات الجديدة، لكن هذا لم يحدث وأسعار هذه المنتجات عالية السعر.

الأوكازيون الشتوى بدون زبائن

المنتجات غير جيدة

أما سامية محروس على ـ طالبة جامعية، فتقول إنها تجولت فى شارع طلعت حرب بوسط العاصمة وفوجئت بارتفاع الأسعار لكافة المعروضات من الملابس الجاهزة والمصنوعات الجلدية وأن التصفيات تجرى على الأنواع الرديئة التى تبتعد عن خطوط الموضة الحالية، وهو ما يجعل ملابس وكالة البلح أفضل فى الأسعار، لذا كان قرارها وصديقتها الاكتفاء بالفرجة والانتظار لأوكازيون الصيف القادم.

وتضيف أن تصريحات التجار والعارضين فى وسائل الإعلام باتجاههم للتصفية السعرية لمنتجاتهم، لتخفيف الخسائر عن عاتقهم بتصريف المخزون الراكد مجرد كلام للاستهلاك الإعلامى، ولم يضعوا الأسعار فى الحسبان، خاصة بعد تراجع مستويات الدخول المعيشية للمواطنين بسبب أزمة كورونا أو اتجاهات الأسر للإنفاق على الدروس الخصوصية والاستعدادات للامتحانات أولاً، لذا كان معظم المتجولين فى شوارع وسط المدينة قد اكتفوا بالفرجة والفسحة مع أصدقائهم.

الأجهزة الكهربائية

ويوضح محمد حسن أحمد ـ موظف، مقيم بمنطقة عين شمس، أن نفقات العلاج أو الوقاية من فيروس كورونا وانشغال الأسر بالامتحانات وبدء الفصل الدراسى الثانى جعلهم ينشغلون تماماً عن الشراء فى الأوكازيون خاصة أن الملابس الشتوية تكون اسعارها مرتفعة، ويميل الفرد إلى تغييرها كل بضع سنوات، لذا فهو يفضّل الشراء فى الاوكازيون الصيفى وأستغل الأوكازيون الحالى بعمل جولات استكشافية للمعروضات والتنزه بشوارع وسط المدينة، مؤكداً أنه كان يبحث عن أوكازيون فى الأجهزة الكهربائية لكن هذه التخفيضات لم تكن موجودة.

55% زيادة

وباعتبارهم حجر الزاوية يقول أحمد الرفاعى أحد المسوقين الإلكترونيين: إن التجارة والتسوق الإلكترونى شهدا انتعاشا منذ بداية التحذير من مخاطر كورونا فى مارس الماضى وأصبحت الشبكة الدولية للإنترنت والتليفون وسيلتى التسوق والشراء، خاصة المنتجات الغذائية والملابس الجاهزة والأحذية والأجهزة المعمرة كشاشات التلفاز والهواتف المحمولة، ولجأ الكثير من المعارض والمتاجر خاصة المعروفة إلى تنظيم معارض الكترونية للمستهلك يتجول داخلها ليشاهد كل ما هو جديد من هذه السلع خاصة فى المعارض الكبرى أو الأوكازيونات المعروفة، وبالطبع ذلك يوفر الجهد والوقت ومصروفات التنقل سواء من خلال المواصلات العامة أو الخاصة، بل إن المشاهدة والتسوق الإلكترونى يتيحان للشخص أن يتجول داخل معروضات أكبر عدد من العارضين.

ويضيف أن هذا الإقبال على التسوق الإلكترونى ساعد فى زيادة استخدام الشبكة الدولية بنسبة لا تقل عن ٥٥%، وساعد على هذا التوسع فى استخدام الشبكة مجهودات الحكومة لتعميم «الرقمنة» فى جميع القطاعات الإدارية الخدمية وتوسعات الجهاز المصرفى فى تطبيق الشمول المالى والتوسع فى تطبيق أنظمة البنوك الإلكترونية، حتى إن حجم المتعاملين مع نظام «بنكك فى موبايلك» اقتربوا من الـ ٩ ملايين عميل، وهذا بالطبع يساعد فى التوسع لعمليات التجارة والتسوق الإلكترونى، هذا الاتجاه كان واضحاً فى الأوكازيون الشتوى الحالى، ويحذر من المواقع الوهمية التى تحتال على المواطنين خاصة حديثى العهد بالتسوق والثقافة الإلكترونية.

البيع «أون لاين»

أما إبراهيم العربى، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس غرفة تجارة القاهرة فيقول: إن الأوكازيون فرصة لتحريك الركود الذى يخيم على الأسواق والمشاركة فيه حق لكل تاجر، بشرط أن يلتزم بقواعد المشاركة وهى أن تكون الخصومات حقيقية والبعد عن خداع المشترين سواء ببيع بضائع (مضروبة )او عمل خصومات وهمية، مشيراً إلى أن الأوكازيونات تنشط المبيعات وتجعل التاجر يتخلص من المخزون فى متاجره ومخازنه لسداد ماعليه من التزامات مالية للبنوك وتجار وصناع الخامات ومستلزمات الإنتاج، مؤكدا أن اتحاد الغرف شكل غرفة عمليات لمتابعة الأسواق وتلقى التقارير من الغرف التجارية بالمحافظات.

ويضيف أن أصحاب المحلات يقدمون عروضاً بخصومات طوال مواسم العام لتشجيع الشراء وخاصة البيع «أون لاين» مع تفشى جائحة كورونا، حيث تزايدت عمليات البيع على الشبكة الدولية كإجراء احترازى لمنع الإصابة وتفشى الفيروس . وحذر من المواقع الوهمية التى تحتال على المواطنين.

المستورد يتراجع أمام المحلى

تقول سماح هيكل عضو شعبة تجارة الملابس الجاهزة بغرفة تجارة القاهرة: إن الأوكازيون حرك الركود بنسبة ٥٠%، حيث تركزت المشتريات على الملابس الجاهزة والأحذية للأطفال والحريمى وتراوحت عمليات الخصم بين ٣٠ و٧٠% على المعروضات ومستلزمات طلاب المدارس، حيث إن الأسر تزداد على عاتقها أعباء التكاليف الدراسية والامتحانات ومستلزمات الوقاية والعلاج من «كورونا»، فيتوجه دخل المواطن نحو شراء المواد الغذائية والعلاج والدروس الخصوصية.

وتضيف أن موسم الشتاء انتهى واستعدت المحلات لتسلم ملابس الصيف مع انتهاء الأوكازيون أواخر الشهر الحالى، لتقوم هذه المتاجر بعرض الملابس الصيفية أوائل أبريل المقبل بأسعار تقل عن موسم الصيف الماضى بــ١٥% بسبب جائحة كورونا وكثرة المعروض وتراجع أسعار المنتج المحلى مقارنة بالمستورد الذى ارتفعت أسعاره بسبب ارتفاع أسعار نولون الشحن البحرى وكذا أسعار الخامات، علاوة على أن المنتج المحلى أصبح ينافس المستورد فى خطوط الموضة العالمية.

خارج الأوكازيون

اما أشرف هلال رئيس شعبة الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية بغرفة تجارة القاهرة فيقول إن أعداد العارضين من أعضاء الشعبة قليلة لضآلة الربحية من وراء الاتجار فى هذه المعروضات التى تتراوح بين ٣ و ٤% من قيمة السلعة لكن هناك بعض التجار يقوم بالتضحية بهذه الربحية أو يخسر قليلاً فى سعر السلع ويبيع هذه البضائع بتخفيضات يقررها لتسييلها لسداد الالتزامات المالية المستحقة عليه بدلاّ من تركها فى المخازن على الرغم من أن تخزين هذه البضائع لايعرضها للتلف أو انتهاء صلاحيتها لكنه يلجأ الى هذا الأسلوب حتى لا يتعرض لغرامات مالية او مساءلات قانونية من قبل صاحب المديونية المستحقة سواء كان بنكاً أو تاجراً وهو بذلك يحافظ على سمعته فى الأسواق وهؤلاء أعدادهم محدودة جداً.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق