يتجدد يوميا الهجوم على ثورة 23 يوليو وقائدها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، خاصة عبر القنوات الخاصة التى تستعين فى ذلك بنجوم يطلون من شاشاتها ليس لإعلامنا بما يجرى فى الوطن وخارجه، بل لتحريض الجماهير ضد القيادة السياسية الحالية ولكن بحيلة شديدة الخبث والجبن، حيث ينصب هجومهم الشرس ضد الجيش ودوره العظيم فى ثورة يوليو، وأتوقف عند نقطة بعينها فى هذه الحملة المسعورة التى يحاول أدوات شنها بزعم، غيرتهم على الوطن الولولة ولطم الخدود على هزيمة 1967.. وفى كل مرة، وآخرها منذ أيام قليلة، أتذكر ذلك اليوم والحوار الذى جرى بين زوجى الراحل على الشوباشى وبيني.. فقد أخذت أتنقل بين إذاعتى، تل أبيب وصوت أمريكا وأدهشنى الانطباع الذى سكننى بأن المذيع هو نفسه فى أمريكا وفى إسرائيل.. قلت لزوجى: يشن البلدان هجوما هيستيريا ضد عبد الناصر، وكأن مصر هى التى هاجمت إسرائيل وليس العكس.. ثم أكملت بأن الدولتين عدوتان لمصر، إذن فإن عبد الناصر حبيبى.. نظر لى على وعيناه تملؤهما الدموع وقال: نفس سيناريو محمد على بيتكرر.. وهب الشعب المصرى بالملايين يؤكد تمسكه بقائده، وكان إن هزمنا الهزيمة.. ولولا نزولنا الشارع بالملايين فى ظرف دقائق معدودة، ما كانت حرب الاستنزاف ولا كان العبور العظيم، حيث اتخذنا قرار العبور مساء التاسع من يونيو عام ١٩٦٧.. واندهش من ترك هذه الأصوات الكريهة التى تحمل مصر عبد الناصر وزر العدوان الإسرائيلى الغادر على وطننا، فحتى اليوم وبعد مرور ما يقرب من قرن على العدوان النازى على فرنسا، لا يجرؤ احد على تبرير هذا العدوان على وطنه.. ومما يجعلنى أشعر برغبة فى القئ وأنا اسمع بكائية هؤلاء الأعداء المتدثرين بثوب الدفاع عن مصر، بدعوى ان ما جرى كان بسبب انضمام الجيش إلى الشعب المطحون فى ثورة يوليو، ان القصد الخبيث يتضح بأن الهجوم يستهدف القيادة الحالية والتى أنقذت الوطن من مؤامرة التفتيت وأنقذتنا بالتالى من اعتى مصير، ولا أحد فى هؤلاء المستأثرين بالشاشات والموجات الإذاعية إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعى، يعيد على مسامع المصريين ما قاله وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر: إن أكبر ضمان لبقاء إسرائيل فى المنطقة العربية، هو تفتيت المنطقة إلى دُويلات عرقية وطائفية.
ويتجلى سوء نية هؤلاء وخبث قصدهم، بكونهم لا يشيرون من قريب أو من بعيد، إلى عدد الدول التى عاونت إسرائيل، بالسلاح مثل أمريكا، والقوات، مثل معظم الدول الغربية، والأموال مثل بعض الدول العربية، ولا انسى يوم بكيت بحرقة وأنا اعمل فى باريس، من خبر يقول، ان وزير خارجية إسرائيل طلب من نظيره الأمريكى، ان يبلغ شكر إسرائيل لبعض دول المنطقة لمساهمتهم فى مساعدة تل أبيب على تحطيم جمال عبد الناصر!!! .. واتمنى ان تنتبه جميع وسائل الإعلام المصرية إلى خطاب من استولوا على هذه الوسائل لبث مخطط التخريب المتجدد ضد مصر وقيادتها، ولن انسى ما قاله السيناتور الأمريكى الراحل جون ماكين إبان ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة وإجماع الشعب، فى اكبر تجمع بشرى فى التاريخ الإنسانى، على تفويض، المشير عبد الفتاح السيسى، لقيادة مصر، قال: لن نسمح بظهور ناصر آخر !
ألا يكفى هذا لفهم دور مهاجمى ثورة يوليو وقائدها، فى هجومهم المستعر والمستمر ضد ثورة يوليو؟ أتصور ان الأمر واضح.
لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى رابط دائم: