رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حديث الوطن
رسالة مأساوية

عندما كتبت الأسبوع قبل الماضى فى هذه الزاوية حول قضية الآباء المتسلطين والأبناء المقهورين فى اختياراتهم لحياتهم خاصة فيما يخص الوظائف والزواج بالإجبار وغيره, تلقيت رسالة مأساوية من سيدة أكملت العقد الخامس من عمرها تقول فيها: «لقد دفعت عمرى كله ثمنا لإرضاء والدى ووالدتي وشقيقاتي وأشقائي، وعشت كل السنين لا أفعل شيئا سوى الطاعة العمياء، ورغم اننى سيدة تتمتع بجمال الشكل والروح وأعمل بوظيفة معقولة إلا أنه كلما تقدم لى شخص للزواج لا يوافق عليه الأهل ويتنمرون به، وإذا جاء شخص على هواهم وكانت به كل عيوب الدنيا لا تشغلهم العيوب ولا أى شىء لكن الذى يشغلهم فقط هو ماله ومركزه ومهما تكن النتيجة يستمرون فى الرفض وكل من لا يأتى من طرفهم يكون مرفوضا، وقد ظللت على هذه الحال لسنوات طويلة حتى بدأت أمى تهددنى بالحرمان من ميراثها بزعم أننى فتاة لا تبر أمها ولا تسمع كلامها ومع مرور الوقت نفذت أمى تهديدها بمنحها الكثير من أموالها لمن يسمع كلامها، او ينفذ لها رغباتها من الأشقاء، وكانت النتيجة أننى عشت مقهورة ولم أحقق ذاتى وقضيت شبابى كله فى خدمة أهلى، والآن بعدما رحلوا عن الدنيا رحمهم الله أصبحت حياتى روتينية وأعانى من الوحدة ولا أملك القدرة على إسعاد نفسى. إن بر الوالدين لايتعارض مع اختياراتى فيما يخصني مادام أنه لا يتنافى مع الدين ولا يتعارض مع الأخلاق هذه الرسالة تفتح باب الحوار حول علاقة الآباء والأبناء وحدود الفصل فيما بين ما يمكن فرضه على الأبناء وما يترك لهم حق الاختيار فيه، خاصة فى أمور الزواج والعمل والسفر والتعليم وغير ذلك.


لمزيد من مقالات أحمد فرغلى

رابط دائم: