من أجل التضامن العربى والعمل الصادق الدءوب على جمع الصف ولم الشمل وتوحيد الكلمة تتحرك مصر دبلوماسيا وسياسيا ويتوالى تدفق المسئولين العرب لطرق أبوابها والاستماع لرؤيتها فى ظل شعور صادق بقيمة وأهمية وزن مصر الإقليمى والدولى وباعتبارها الوطن الأكبر الذى لا يجد فى وطنه إلا روحا عربية كباقى الأوطان العربية.
وربما يعزز من قوة مصر وقدرتها على أداء دورها القومى أن السياسة الخارجية لمصر قد تحددت منذ زمن بعيد استنادا إلى حقائق التاريخ وثوابت الجغرافيا ومن ثم فإنها ليست نوعا من الديكور الذى يمكن تغييره وتبديله حسب الظروف.
وأظن أن مصر عندما حددت لنفسها دوائر ثلاثة للانتماء تتمثل فى الدائرة العربية والدائرة الإفريقية والدائرة الإسلامية لم تكن تصنع نظرية عمل سياسية ودبلوماسية جديدة لنفسها وهى على أعتاب الذهاب لاستقلال وطنى فى مطلع الخمسينيات من القرن الماضى عقب قيام ثورة يوليو عام 1952 وإنما كانت تطرح صياغة مستنيرة تتضمن تعبيرا تاريخيا واجتماعيا عن الواقع المصرى والقوى الفاعلة فى داخله.
أريد أن أقول بوضوح: إن سياسة مصر تكتسب نجاحها بقدر ما يصدر عنها من رسائل وخطوات تتسامى بها فوق الجراح ولا تلقى بالا إلى السلبيات بقدر ما تعطى اهتماما للإيجابيات تحت مظلة اليقين بأن دورها القيادى فى أمتها العربية ليس امتيازا للتباهى وإنما هو مسئولية تلقى على عاتقها وتفرض عليها أن توظف كل طاقاتها وإمكانياتها لدفع عجلة النهوض والتقدم لدى أشقائها العرب وجيرانها الأفارقة.
ومن حسن الحظ أن مصر لم يغب عنها للحظة – وعلى مدى سنوات طويلة – أن تعاملها مع الشأن العربى يحتاج إلى مزيد من الفطنة السياسية وحسن الإدراك لخصوصية كل بلد عربى على حدة وحرية كل شعب عربى فى اختيار شكل الحكم الذى يلائمه اجتماعيا واقتصاديا.
وقبل أن يسألنى أحد عن دوافع الحديث الآن فى الشأن العربى أقول: إن هذه مجرد خواطر على هامش ما يجرى من تحركات وجهود مختلفة تستهدف تفعيل بنود المصالحة العربية التى تم إقرارها فى قمة المعلا بالسعودية.. وأظن أن استقبال الرئيس السيسى لوزير الخارجية الكويتى قبل يومين ليس بعيدا عما كنت أتحدث عنه.
وهنا لابد من كلمة ضرورية مفادها أنه إذا كانت مصر قيادة وشعبا تبارك الجهود الكويتية لتفعيل المصالحة العربية فإن علامات استفهام كثيرة تتردد فى الشارع المصرى حول استمرار قناة الجزيرة فى دورها التحريضى والذى يتنافى مع التزامات دولة قطر فى المصالحة وليس من المعقول ولا هو المقبول أن يكون هناك أحاديث عن المصالحة وتنقية الأجواء بينما مازال هذا الذراع الإعلامى لقطر يمارس أخبث أساليب التشكيك حول كل ما يدور فى مصر سعيا لقلب الحقائق وتصوير الانجازات على أنها إخفاقات وسلبيات!
خير الكلام:
<< عندما يعمل الإخوة معا تتحول الجبال إلى ذهب!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: