إشارات
التطوير المرجو لسانت كاترين

أعلنت الحكومة المصرية عزمها تنفيذ مشروع تطوير منطقة سانت كاترين وتكليف وزارة الإسكان بتنفيذه. ومنطقة سانت كاترين بجنوب سيناء هى واحدة من أهم المناطق والبيئات الطبيعية المتكاملة ذات التراث الثقافى والحضارى، ليس فى مصر وحدها بل فى العالم أجمع،  فلا يوجد مكان على سطح هذا الكوكب له من الأهمية والقيمة التاريخية والطبيعية كمثل هذا الموقع الذى تتوافر له كل عناصر الجذب خاصة جبل موسى وجبل التجلى والوادى المقدس طوى والدير المشهور. تتميز سانت كاترين بسلاسل الجبال ذات التكوين الجيولوجى المتفرد بصخوره النارية والكلسية بألوان متعددة، وقد صنعت فيها السيول وديانا ملتفة شكلت وادى التيه المعروفة أهميته التاريخية، وتضم تلك الوديان كساء نباتيا متنوعا به الكثير من عناصر الندرة، وضمت أنواعا مختلفة من الحيوانات الجبلية وشكلت مسارا للطيور المهاجرة، كما تضم المحمية النباتية مركزا لتنمية وإكثار ما تتميز به من أعشاب ونباتات. وأجمل ما فى سانت كاترين هو المنظر الجمالى البصرى الذى يشكل لوحة طبيعية متعددة العناصر والألوان ينبغى الحفاظ عليها، وقد ساهمت عزلتها وبعدها عن مناطق الكثافة السكانية والعمرانية فى الحفاظ عليها عبر آلاف السنين كبيئة عذراء، لم تقترب منها الحكومات المصرية المتعاقبة إلا بحذر شديد للحفاظ على طبيعتها، وللحق يجب أن تظل هذه المنطقة متمتعة بخصوصيتها وهدوئها. كمنظومة متكاملة لها طبيعتها الخاصة التى قد لا تحتمل مناطق ترفيهية وأنشطة تصلح فى أماكن أخري.وكم أتمنى أن يخضع المشروع لحوار مستفيض لخبراء البيئة والثقافة قبل تنفيذه، وأن تقود وزارة البيئة تنفيذ المشروع، وإقرار طبيعة التطوير المرجو للحفاظ على استدامة هذا الموقع المهم.