أحيانا يصل قطار الحياة الزوجية الى محطة اللا سعادة ــ لا تعاسة ولكن يعيش الزوجان حالة من الفتور العاطفى والحياة الروتينية المتكررة، قد تصل الى حد تبلد المشاعر او اللامبالاة بالطرف الآخر والوصول الى هذه المرحلة لا يعنى أنه لا يمكن استعادة دفء العلاقة بين الطرفين وعدم الاستسلام للمشاعر السلبية، فالوصول الى نقطة اللامبالاة قد يقلل من فرص إنقاذ الزواج كما تقول دراسة نشرتها مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية الأمريكية لكنها لا تصبح منعدمة اذا توافرت الرغبة لدى الطرفين فى ذلك وتحمل كل طرف مسئوليته فى إذابة الجليد والتوقف عن لوم الطرف الآخر وربما تكون المرأة هى الأكثر حاجة لعدم الاستسلام، لأنها كما تقول الدراسة الأكثر معاناة فى مثل هذه الحالة اكبر من معاناة الرجل وهى اكثر شعورا بالتعاسة والوحدة.
لكن المشكلة ان تجديد الحياة الزوجية واستعادة حرارتها أمر يعتقد معظم الرجال أنه دور المرأة وحدها وليس للرجل دور فيه وكما تشرح د.هدى زكريا، خبير علم الاجتماع، فالعلاقة الزوجية ما هى إلا هرم يتكون من الزوجين و الأبناء و أسلوب التعايش ولكى لا تصل الحياة الزوجية إلى مرحلة الفتور يجب عدم إلقاء مسئولية تغير روتين الحياة وتنمية المحبة والمودة فى العلاقة الزوجية على طرف واحد فقط فليست الزوجة وحدها المسئولة عن ذلك ويكتفى الزوج بدوره فى اعطائها النصائح والإرشادات فيطلب منها الاهتمام بمظهرها الخارجى واتباع الحميات الغذائية لكى تصبح كنجمات والمشاهير دون مراعاة مشاعرها والإمكانات المتاحة لها ودون النظر لحجم المسئوليات الملقاة على عاتقها سواء من رعاية الاولاد بالأسلوب الأمثل أوالعمل سواء داخل البيت أو خارجها، مما يولد لديها الإحساس بالعجز اثناء محاولة الوصول للمثالية ،ولذا يجب على الزوجين أن ينقذا العلاقة معا من خلال الحوار الإيجايى الذى يساعد على مواجهة صعوبات المعيشة، وفهم المشاعر بالشكل الصحيح وايضا قبول اختلاف الأراء أثناء الحوار والبحث عن اسلوب تفكير مشترك بينهما يؤكد الإيجابيات الموجودة لدى الآخر ويدعمها وتجنب فرض الرأى على الآخر دون سبب..
ولابد ان تكون المحاولة من الجانبين فيبادر الرجل إلى الاهتمام بزوجته ومغازلتها وتقدير جهودها وعلى الزوجة أيضا القيام بمبادرات للفت انتباه زوجها باستخدام لغة المدح والاطراء والتعبير عن تقديرها لمشاركته فى مسئولية الاولاد والبيت وغلق صفحات الماضى وعدم التقليب فيها واجترارها باستمرار من أجل عودة روح ولغة الحوار والصراحة بينهما، ولا يمكن تجاهل انه فى بعض الأحيان قد يبذل أحد الطرفين جهده من أجل تغيير الوضع والروتين فى حياتهما، بينما يتمسك الطرف الآخر بالروتين وهنا يجب بأن يصرح كل منهما للآخر بما يحب وما يكره، والاتفاق على تلبية احتياجات الآخر النفسية والجسمية .
وتقول نهال سليمان، استشاري العلاقات الاسرية إن الكثير من العلاقات الزوجية تمر بمرحلة الفتور العاطفي،يكون الصمت فيها بديل الحوار والنقاش بين الزوجين، وعندما يتظاهرون بالاتفاق على كل شيء، أو يقرر أحد الزوجين أن الأمر لا يستحق حتى عناء طرح المواضيع والتحدث بشأنها، فهذا يعنى أنه يجب تجديد العلاقة الزوجية وتعد هذه الفترة أمرا طبيعيا وصحيا ولا تعد اشارة الى طلاق محتمل بل هو امر طبيعى ينتج عن كثرة المسئوليات أو الضغوط الحياتية .
وتكون بداية حلها من خلال المبادرة الفردية وعدم انتظار الطرف الآخر ليبادر هو مع ضرورة الحرص على جلسات المصارحة بين الزوجين، ومناقشة كل المشاعر والتحدث بصورة مباشرة عن الاحتياجات العاطفية لكل منهما، وطلب الاهتمام بصورة مباشرة، لأن عقل الرجل بطبيعته يختلف عن عقل المرأة فربما يجد أن بعض الأمور ليست مهمة بالنسبة له ولا يتوقع أن تكون مهمة لزوجته، لذلك لابد ان يكون الحديث فى صراحة ولابد على كل زوجة ألا تبالغ فى ردود أفعالها وأن تضع الأمور فى نصابها الطبيعى ولا تعتبر اى نقد او رأى مخالف لوجهة نظرها من جانب زوجها هو تقليلا من شأنها، مثال اذا تآخر عليها فى موعد محدد فعليها أن تلتمس له الأعذار قبل افتراض سوء النية وفى مقابل ذلك أن يعتذر الزوج عن الخطأ غير المقصود، مما يخلق بينهما الود والاحترام .
رابط دائم: