ماذا يعنى قرار إدارة الرئيس الأمريكى بايدن إلغاء قرار تعليق المساعدات المقدمة لإثيوبيا الذى أصدره الرئيس السابق ترامب على خلفية النزاع حول سد النهضة ؟!
لقد أعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن قررت ذلك لتسهيل حل الأزمة بين أطراف النزاع (مصر وإثيوبيا والسودان) وقالت إنها أبلغت حكومة إثيوبيا بالقرار .. وأشارت إلى أن ذلك لا يعنى أن جميع المساعدات الأمنية والتنموية,التى تبلغ قيمتها 272 مليون دولار, ستبدأ على الفور فى التدفق بل يعتمد هذا على التطورات الأخيرة فى إشارة إلى الصراع الدامى فى إقليم تيجراى .
إلا أن السيد آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى استغل الوضع وراح يروج لموقفه المتعنت مكلفاً سفراء بلاده بشن حملة لإقناع دول العالم بموقف بلاده وتشويه صورة مصر والسودان .. وقال سفيره لدى واشنطن إنه تلقى تأكيدات بأن أى تخفيض للمساعدة الأمريكية لبلده سيكون مؤقتاً وأضاف أن السد لنا .... وسننجز بناءه بسواعدنا .... وسنخرج إثيوبيا من الظلام !.
ولعل السؤال الذى يفرض نفسه الآن هو : هل سهل بايدن بذلك حل الأزمة أم أنه عقدها ؟! وهل يعد ذلك تحيزاً منه للدولة الحبشية وتدخلاً غير محايد فى الأزمة ,كما يؤكد بعض المراقبين, ؟ أم أنه يأتى فى إطار سياسته العكسية التى يتبعها لكل ما فعله سلفه ترامب ؟!.
أياً كانت الإجابة فإن أحدا لن يستطيع أن يفرض علينا أمرا واقعاً لا نحتمله .. وإذا كان آبى أحمد ,وهو الطرف المعتدي, قد اتهم واشنطن من قبل أنها متحيزة للقاهرة وقال عقب قرار ترامب لا توجد قوة يمكنها منع بلاده من استكمال العمل فى السد .. فإننا بدورنا نؤكد ,ومعنا كل الحق, أننا لن نفرط فى حقوقنا خاصة إذا كانت متعلقة بأمننا القومى ومصيرنا المائى!.
التعامل مع إدارة بايدن ,كما أشرت فى مقالى الأسبوع الماضي, لن يكون سهلا ولكنه سيمزج بين المصالح والضغوط والمساومات التى اعتدنا عليها ونعرف جيداً كيف نتعامل معها.
[email protected]
لمزيد من مقالات مسعود الحناوى رابط دائم: