مصر مع إفريقيا فى مواجهة كورونا

شكلت جائحة كورونا أحد التحديات الأساسية لقارة أفريقيا فى ظل انتشار الفيروس فى العديد من دول القارة، وأدى إلى عشرات الآلاف من الضحايا، وملايين المصابين, إضافة إلى التأثيرات الاقتصادية السلبية الكبيرة نتيجة لسياسات الإغلاق. وفى ظل الإمكانات الصحية الضئيلة لغالبية دول القارة ونقص المستلزمات الطبية والمستشفيات والكوادر الطبية, فإن أفريقيا تعد من أكثر مناطق العالم تضررا بالجائحة, فى مقابل أنها أقل مناطق العالم حتى الآن فى مجال الحصول على اللقاحات، نظرا لوجود فجوة فى توزيع اللقاحات على مستوى العالم بسبب استحواذ، واحتكار الدول الغنية فى الشمال على عملية إنتاج وتوزيع اللقاحات وعدم وجود موارد مالية للدول الأفريقية لشراء اللقاحات.

وفى هذا الإطار.. قدمت مصر العديد من الدعم، والجهود لدعم الدول الأفريقية لمواجهة الجائحة، والتخفيف من آثارها السلبية الاقتصادية والاجتماعية, حيث زودت مصر العديد من الدول الأفريقية بالمستلزمات الطبية، وكذلك الخبرات الطبية فى مجال التعامل مع الفيروس عبر إجراءات العزل والعلاج, كما سعت مصر فى كل المحافل العالمية لحشد الدعم الدولى لمساعدة أفريقيا سواء الدعم الاقتصادى لتخفيف آثار الجائحة فى ظل ارتفاع معدلات الفقر وانتشار البطالة والتراجع الاقتصادى, أو فى مجال حشد الدعم الطبى العالمى لدول القارة، أو فى مجال العدالة فى توزيع اللقاحات، وأن يكون لأفريقيا نصيب عادل وفقا لأعداد السكان فيها،التى تتجاوز المليار نسمة.

الدعم والمساندة المصرية لأفريقيا فى مواجهة الجائحة امتد أيضا إلى مجالات عديدة، ومنها كما قال الرئيس السيسى فى كلمته أمام اجتماع رؤساء المحاكم الدستورية فى أفريقيا, وضع قواعد قانونية ودستورية لمواجهة الجائحة، كذلك إصلاح نظام الرعاية الصحية وتوظيف التجربة المصرية فى مجال مكافحة الأمراض، والأوبئة والمعدية والاستفادة منها فى أفريقيا, كذلك تحقيق التحول الرقمى الكامل للتعايش مع تداعيات جائحة كورونا خاصة فى مجال التعليم، وفى مجال تقديم الخدمات الحكومية، وفى المعاملات الاقتصادية، وغيرها لتحقيق التوازن بين فتح الاقتصاد، ومواصلة حركة العمل اليومية، وبين الإجراءات الاحترازية، ومنها التباعد الاجتماعى.

الموقف المصرى فى دعم، ومساندة الدول الأفريقية فى مواجهة جائحة كورونا ينطلق من مسئولية مصر التاريخية ودورها الرائد فى القارة فى كل المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والصحية.