رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«بيبى».. الملك الحرباء!

رشا عبدالوهاب
بنيامين نيتانياهو

على مدى 25 عاما، تمكن بنيامين نيتانياهو من الخروج من كل أزمة سياسية أقوى من سابقتها، رغم اتهامات الفساد التى تلاحقه، والمظاهرات شبه اليومية للمطالبة برحيله بسبب أزماته القضائية وتعامله مع جائحة كورونا.

دخل نيتانياهو الساحة السياسية الإسرائيلية كرئيس للحكومة عام 1996، فيما كان بيل كلينتون رئيسا لأمريكا، وبوريس يلتسن رئيسا لروسيا، وجاك شيراك فى فرنسا، وجون ميجور رئيسا لوزراء بريطانيا، وغيرهم من القادة السياسيين، وبينما انتهى عهد كل هؤلاء نتيجة لتقييد الدستور للرئاسة أو الانهيار السياسى أو تعاقب الأجيال، إلا أن رئيس حزب الليكود ظل «ساحر إسرائيل» أو «الملك»، كما يلقبونه. ويرى بعض المحللين الإسرائيليين أن «بيبي» قادر على إدارة الحملات الانتخابية بذكاء شديد وحنكة سياسية، على عكس منافسيه، وليس أدل على ذلك من أنه تمكن من حرق أوراق حزب كاحول لافان «أزرق أبيض» الذى نافسه يوما، وصعد كنجم بديل له وبشعبية غير مسبوقة فى بدايته. وبعد مفاوضات طويلة ومتعثرة نجح نيتانياهو فى إقناع بينى جانتس وزير الدفاع الحالى وزعيم «أزرق أبيض» بفكرة تقاسم السلطة بعد الانتخابات الثالثة التى شهدتها إسرائيل خلال العام الماضي، وكان من المفترض وفقا للاتفاق أن يصبح الجنرال السابق رئيسا للوزراء خلال العام الحالي، إلا أن نيتانياهو قضى على الاتفاق وحلم جانتس وشعبيته عبر الدخول فى معركة «الميزانية» التى أسفرت عن رابع انتخابات خلال عامين. وتشير استطلاعات الرأى إلى أن المعركة الأخيرة بين «الساحر» و«الجنرال» كان نتيجتها أفول نجم «أزرق أبيض». وتشهد إسرائيل استطلاعات رأى يومية سواء تليفزيونية أو صحفية، ويظل نيتانياهو والليكود فى الصدارة مهما تغيرت الأرقام، ويظل السؤال الأساسى فى جميع الاستطلاعات حول الشخصية الأفضل لرئاسة الحكومة، فإن أغلبية الأصوات تصب لمصلحة نيتانياهو فهو الشخصية الأنسب للمنصب، ولا بديل عنه. وتبدو كل انتخابات تجرى فى إسرائيل على أنها استفتاء على شعبية رئيس الليكود. وعن أسباب صموده، فإن نيتانياهو قادر على تغيير جلده والتعامل مع مستجدات الأوضاع على الأرض، فخلال الانتخابات الأخيرة، ومع صعود نجم جدعون ساعر المنشق عن «الليكود» وتأسيسه حزب «أمل جديد»، فإن بيبى غير تكيتكاته الانتخابية، وبدأ يغازل الناخبين العرب لأول مرة بزيارة نادرة إلى الناصرة والحديث عن وزير عربى فى حكومته الجديدة لدرجة دفعت على سلام رئيس بلدية الناصرة إلى الترحيب به وتأكيد أنه لا بديل للأقلية العربية أفضل من رئيس الليكود. وأثارت الزيارة ردود فعل متباينة، فقد وصف أحمد الطيبى النائب عن حزب «القائمة المشتركة» القيادات التى رحبت بالزيارة بأنهم يعانون من متلازمة «ستوكهولم»، ألا وهى الشعور بالتعاطف مع العدو. وكان الهدف الظاهر أيضا من زيارة الناصرة محاولة تفتيت قوة القائمة العربية المشتركة التى شهدت انقسامات بالفعل، حيث انشقت عنها «الحركة الإسلامية الجنوبية» بسبب رفضها التصويت لإسقاط نيتانياهو داخل الكنيست. وتتوقع الاستطلاعات أن يأتى الليكود فى المقدمة بمقاعد تتراوح ما بين 28 أو 30 مقعدا خلال انتخابات الشهر المقبل، يليه حزب ييش عتيد «هناك مستقبل» برئاسة يائير لابيد بـ 17 مقعدا، ثم حزب ساعر بـ 13 مقعدا. وسعى نيتانياهو إلىالتفاوض مقدما مع الأحزاب الدينية والصهيونية بهدف عدم إهدار أصوات اليمين، لدرجة توقيعه اتفاقا لتوزيع فائض الأصوات مع قائمة «الصهيونية الدينية» التى تضم أحزابا متطرفة، ويحوى الائتلاف حزب «عوتسماه يهوديت» برئاسة إيتامار بن خفير، وهو الحزب الذى أسسه الحاخام المتطرف مئير كاهانا والمصنف كإرهابى داخل إسرائيل. ولأول مرة، يراهن نيتانياهو على الصهيونية الدينية لإنجاحه فى الانتخابات. ويحاول نيتانياهو تخطى كل شىء خلال الأسابيع الأخيرة من أجل تصوير الانتخابات على أنها معركة بين اليمين واليسار، وليعلن إغلاق باب التناوب على السلطة، بعدما تمكن من حرق أوراق منافسيه واحدا تلو الآخر. فنيتانياهو مستعد للتحالف مع أى شخص من أجل البقاء فى السلطة .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق