رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

إكتمال الديمقراطية يدعم «السلطة» أمام إسرائيل

أمنية نصر

شكل الحوار الوطنى الفلسطينى الشامل بالقاهرة الذى شاركت فيه جميع الفصائل الفلسطينية أخيرا، تتويجا لجهود حقيقية قادتها مصر لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الداخلى الفلسطينى، وهو أمر نراه ملحا وحاسما فى الفترة الحالية، خصوصا مع حدوث تغيرات إقليمية ودولية عدة، من بينها وجود رئيس أمريكى جديد وإدارة لم تتضح بعد سياستها ومقاربتها فيما يخص القضية الفلسطينية.

وإذا بحثنا عن المستفيد الأكبر من إنهاء الانقسام الفلسطينى من خلال انتخابات تفرز شراكة سياسية حقيقية كاملة، فهى القضية الفلسطينية بشكل عام والشعب الفلسطينى بشكل خاص.

وإذا عدنا للحوار الفلسطينى الناجم عن اجتماعات القاهرة، فقد أنهى صراع قوتين تمتلكان قاعدة جماهيرية على الأرض، ما كلف القضية الفلسطينية وأضرها كثيرا، على أكثر من صعيد. فسياسيا استغلت إسرائيل هذا الانقسام وأظهرت نفسها فريسة للخلافات على السلطة وأسرعت باتجاه تنفيذ مشروعاتها الاستيطانية وتقنينها.

كما حاولت أطراف إقليمية تأجيج الصراع وتقديم الأموال والدعم لطرف على حساب الآخر. وأما فى حالة اكتمال العرس الديمقراطى، فإن ذلك من شأنه إظهار القيادة الفلسطينية، أكثر انفتاحا ومرونة فى مواجهة سياسة إسرائيلية متشددة وتعمل بالتوازى على تطبيع العلاقات مع عدد من الدول العربية، خاصة، على الصعيد الاقتصادى، عانى الاقتصاد أيضا تبعات الانقسام وازدواجية القوانين والتشريعات والرسوم والضرائب بين الضفة وغزة، الأمر الذى أدى إلى توقف وإغلاق عشرات الشركات والمؤسسات الخاصة، وبالتالى زيادة معدلات البطالة. كما استخدم الاحتلال العديد من الأدوات لتشديد الحصار.

وأما على الصعيد الشعبى، فالانقسام أثر بشكل عميق على الهوية والنضال الفلسطينى فى مواجهة سياسات القمع الإسرائيلية. كما أن طى صفحة الخلافات سيكون أمرا له بالغ الأثر الايجابى شعبيًا، لأن الانقسام خلق واقعا اجتماعيا معقدا أثرت عليه سياسات الاستقطاب الحاد والفصل الجغرافى، وبالتالى وفر أسبابا للتوتر والاحتقان. ومع ما يعيشه الواقع الفلسطينى الجديد من ايجابيات، اختلف الموقف إسرائيليا، وسرعان ما أعربت «تل أبيب» عن قلقها من إمكانية فوز حماس فى الانتخابات فور إعلان الفصائل إجراء الانتخابات. ولم يقف التوتر الإسرائيلى عند حد القلق، بل تمادى الى التحذير من تأثيرات خطيرة على المنطقة ومخاطر اندلاع المواجهات بالأقصى، على حد زعمها.

كما تمثل الانتخابات اختبارا حقيقيا لمدى ديمقراطية إسرائيل التى لطالما تغنت بها، والمعروف أن إسرائيل هى المستفيد الأكبر من حالة الانقسام والتشرذم الفلسطينى، وبالتالى رسم صورة لها أمام العالم كدولة مهددة ومن ثم تعيد طرح مشروعها الصهيونى، لذا فمن المستبعد أن تقبل «تل أبيب» بتحقيق المصالحة الفلسطينية ووجود سلطة موحدة أمام العالم. وهو أمر متوقع، فقد تضع «تل أبيب» سلسلة من العقبات التقنية لإنجاز الانتخابات، أبرزها وضع المقدسيين وكيفية مشاركتهم فى عملية الاقتراع، ناهيك عن تقييد حرية الحركة بين المدن.

ومع نجاح الحوار الوطنى الذى جاء فى أكثر الأوقات حساسية، يبقى على الأطراف الأساسية تحقيق أحلام الشعب الفلسطينى المناضل فى سبيل عودة قضية العرب الأولى لواجهة المشهد من جديد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق