يمثل انتخاب الأطراف الليبية سلطة تنفيذية مؤقتة ممثلة فى رئيس وعضوى المجلس الرئاسى ورئيس حكومة وحدة وطنية جديدة، خطوة مهمة نحو استعادة السلام الشامل والأمن الدائم واستقرار ووحدة الأراضى الليبية.
لقد أثبتت الأطراف الليبية خلال ملتقى الحوار السياسى الليبى فى مدينة جنيف بسويسرا قدرتهم على التوصل إلى توافقات وتفاهمات حول الأزمة التى تعصف ببلادهم منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وقد أسهمت عدة أمور فى نجاح ملتقى حوار جنيف فى الوصول إلى هذا التوافق والقبول بآلية انتخاب المجلس الرئاسى ورئيس الحكومة، كان من أبرزها جهود مصر الأخيرة مع طرفى الأزمة الليبية وكذلك تحركاتها على الصعيدين الإقليمى والدولى، بالإضافة إلى الدعم والمساندة من جانب بعثة الأمم المتحدة.
ومن أجل أن تنجح السلطة الانتقالية فى ليبيا، ينبغى أن تواصل جميع الأطراف المعنية دعمها للشعب الليبى ليمارس حقه فى وضع دستور دائم لبلاده وانتخاب قياداته ومؤسساته التشريعية والتنفيذية فى أجواء ديمقراطية. وللوصول إلى هذه المرحلة فإن جهود حل وتسوية الأزمة تحتاج إلى تحقيق متطلبات عديدة فى مقدمتها انسحاب جميع القوات والمرتزقة والميليشيات الاجنبية من الأراضى الليبية. وهو ما نصت عليه مخرجات محادثات ليبية سابقة ، خاصة اتفاق اللجنة العسكرية الليبية
كذلك يتحتم على دول الجوار الليبى العمل على أن تقتصر مناقشات الملف على هذه الدول مع الأطراف الدولية واستبعاد الأطراف الإقليمية التى أقحمت نفسها عنوة مستغلة انهيار مؤسسات الدولة فى ليبيا وهشاشة الموقف الدولى خلال فترات سابقة إزاء الأزمة، وكذلك تراجع الموقف الأمريكى بشأن كثير من قضايا المنطقة فى فترة إدارة الرئيس السابق ترامب.
لمزيد من مقالات عبد السلام عمران رابط دائم: