رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
إسرائيليون يرفضون التطبيع

هذه الواقعة فى إسرائيل تستحق التوقف أمامها ودراستها لمعرفة معانيها وأبعادها ونتائجها، فقد نجحت جماعات تُصنَّف بأنها من الأكثر عنصرية ضد العرب والمسلمين من جماهير نادى «بيتار أورشليم» لكرة القدم، الذى فاز بلقب بطل إسرائيل 6 مرات، فى إلغاء صفقة بيع 50% من أسهم النادى إلى رجل أعمال إماراتى، بعد أن مارسوا ضغطاً هائلاً أدى إلى أن يسحب النادى طلبه الخميس الماضى إلى اتحاد الكرة بالموافقة على الصفقة. ويرفع متعصبو هذا النادى علناً شعارات «الموت للعرب»، ويعلنون تأييدهم لنشر الرسوم المسيئة للإسلام ورموزه فى مجلة «شارل إبدو» الفرنسية ويروِّجونها بأنفسهم، وقد نجحوا فى منع ناديهم عن ضم أى لاعب عربى أو مسلم، وأوقفوا التعاقد مع لاعب نيجيرى لأن اسمه «محمد» إلا إذا غير اسمه! والمعلومات المتداوَلة تقول إن نيتانياهو شخصياً من مشجعى هذا النادى.

الوضع الآن أن نيتانياهو، الذى اعتبر أن أهم إنجازاته كانت بإقامة علاقات دبلوماسية لإسرائيل مع بعض الدول العربية، وأن تتويج نجاحه يكون بجذب رءوس أموال عربية للاستثمار فى إسرائيل، إذا به يصطدم، عندما تصور أن سياسته نجحت فى إقناع مستثمر إماراتى كبير بأن يدفع أكثر من 90 مليون دولار فى هذه الصفقة، بأن هذه الجماعة المتعصبة قادرة على وأد المشروع! ولم يبدِ نيتانياهو صاحب هذه السياسة أنه سوف يتخذ موقف لصالح سياسته ضد من يلغونها، لأنه يحتاج أصواتهم ككتلة مهمة فى الانتخابات، ولأنه يعلم أن دفاعه عن إنفاذ سياسته يجعله يخسر أصواتهم مما يهدده بخسارة الانتخابات، أى أن يفوز آخرون يمكن أن يكون إلغاء إنجازه من أهدافهم! وهذه دائرة جديدة بدأت تتبلور ملامحها فى إسرائيل، وهذه الواقعة أحد مؤشراتها.

لقد مرت سنوات كان يُنظَر إلى هؤلاء على أنهم على هامش المجتمع الإسرائيلى، ولكن هذه الواقعة تؤكد أن أوضاع إسرائيل تتغير لصالحهم إلى مزيد من التعصب والتطرف، وأنهم صاروا كتلة مهمة لا يستطيع السياسيون أن يتجاهلوها، بل إن بعض كبار السياسيين قد يوقعون أنفسهم فى تناقضات من أجل إرضائهم.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: