«بنتي ما تكذبش أبدا» هذه الكلمات التي قالها لها والدها يوما وهي طفلة ظلت دستورا لحياتها، لهذا كان طبيعيا أن تبتعد النجمة «نادية لطفي» ــ التي نحيي هذا الشهر الذكري الأولي لها ــ عن الكذب حتي لو كان من باب التجميل سواء في القول أو في الشكل. وفي عز نجوميتها كانت تميل للبساطة، ونادرا ما تضع مكياجا، فجمال العقل ــ بالنسبة لهاــ هو الأهم.
ولا يوجد إنسان عرفته وقع عليه ظلم إلا وتألمت لهذا الظلم، وحاولت رفعه عنه، فالسكوت عن الحق لا وجود له في قاموس حياة النجمة الإنسانة. لهذا ساندت القضية الفلسطينية، وفي أحداث مدينة »الخليل» المأساوية سارعت إلي هناك وقامت بتصويرها ووزعتها علي وكالات الأنباء العالمية حتي تدين ما كان يفعله العدو الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.
وفي حرب يونيو 1967 قادت لجنة الفن بهدف المزج بين الجبهة الداخلية والجبهة المحاربة، لمناصرة الجنود علي الجبهة، وسارعت في حرب أكتوبر 1973، بالذهاب إلي جمعية الهلال الأحمر، ومارست
التمريض لتضميد جرحي أبطال الحرب، وذهبت لبيروت عام 1982 لتؤكد أن مصر بفنانيها تقف إلي جانب لبنان.
وكانت أول من فكر في صندوق معاشات الفنانين ليخدم كل محتاج مع صون كرامته، وأثناء كارثة السيول في الثمانينيات كونت لجنة من الفنانين لزيارة المناطق المنكوبة وتقديم المعونات من غذاء وكساء، كما أنشأت الجمعية المصرية لأصدقاء مرضي الفشل الكلوى، وجمعية «شموع» لأعمال الخير.
نادية لطفي الفنانة بدرجة إنسانة عندما مات كلبها «باتشو» حزنت عليه جدا، ورفضت أن تقتني كلبا آخر، وعندما سئلت لماذا لا تقتني كلبا آخر؟ فقالت: «باتشو» لم يكن كلبا، كان صديقا فهل أستطيع أن أستبدل صديقا بآخر! .
رحم الله نادية لطفي التي كانت تعتبرالفن رسالة ثقافية سامية تعطي للإنسان قيمة، وللحياة معني تستحق أن تعاش من أجله.
رابط دائم: