رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى ندوة «العلاقات العربية ــ الأمريكية»: شكوك حول رغبة إدارة بايدن فى لعب دور عالمى

إيمان عارف

  • فهمى: غياب فى سوريا وليبيا.. وغموض الموقف تجاه «سد النهضة»
  • ريتشاردونى: أمريكا لديها رغبة قوية فى استعادة قوتها الناعمة

 

 

حول العلاقات العربية - الأمريكية فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة وأولويات سياستها الخارجية، عقدت كلية الشئون الدولية والسياسة العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ندوة افتراضية على الإنترنت، بمشاركة  فرانسيس ريتشاردونى رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وشبلى تلحمى أستاذ كرسى أنور السادات للسلام والتنمية، وباحث أعلى غير مقيم للسياسة الخارجية بمركز سياسات الشرق الأوسط،، ونبيل فهمي، عميد كلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ووزير خارجية مصر سابقا، وألان ستوجا، الخبير الإستراتيجى ورئيس مؤسسة «تالبيرج»، وإبراهيم عوض أستاذ الشئون الدولية ومدير مركز الهجرة ودراسات اللاجئين بالجامعة. 

وناقشت الندوة توقعات دول الشرق الأوسط من إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب جوزيف بايدن ومدى تفهمها لقضايا المنطقة، وما إذا كان هناك خلاف حول أولويات هذه الإدارة فيما يتعلق بالصراع العربى - الإسرائيلى والوضع فى سوريا واليمن وبرنامج إيران النووي، والخلافات فى منطقة شرق المتوسط، خاصة أن التكهنات حول توجهات هذه الإدارة كانت محل نقاش كبير، وزاد من هذا الجدل ما ذكره بايدن فى خطابه الأخير بشأن الحرب فى اليمن.

من جانبه، تساءل نبيل فهمى عن مدى رغبة الولايات المتحدة فى لعب دور عالمى، خاصة أنها ليست حاضرة فى ليبيا أو سوريا، رغم اعتقاده بأنهم يرغبون فى الانخراط فى القضية الإيرانية. وأعرب عن اعتقاده بأن اللاعبين الإقليميين فى المنطقة يجب أن يأخذوا زمام المبادرة، خاصة أن إدارة بايدن ستحاول أن تثبت خلال الستة أشهر الأولى أنها تختلف عن إدارة ترامب، ومن ثم ستكون هناك حالة سكون، متسائلا عن موقف الإدارة الحالية من مشكلة سد النهضة على سبيل المثال.

وقال آلان ستوجا إن هناك تساؤلا مطروحا منذ فترة يتعلق بما إذا كان لدى إدارة بايدن وقت للسياسة الخارجية.

ومن وجهة نظره، فإنه فى ظل الركود الاقتصادى الذى يعانيه الاقتصاد الأمريكى، وجائحة كورونا، فإن على هذه الإدارة أن تقرر كيف ستسير قدما للأمام، وهل ستتمكن من التغلب على الانقسامات، خاصة أن بايدن تحدث فى خطاب التنصيب عن أهمية أن تكون للولايات المتحدة رؤية موحدة لنفسها وللعالم، أما النقطة الثانية فتوقع أن تلعب البلاد دور الدفاع وليس الفعل، رغم أن بايدن وأعضاء فريق سياسته الخارجية مخضرمون، ولديهم كفاءة كبيرة، على عكس السنوات الأربع الماضية.

وتوقع أيضا أن يحظى ملف حقوق الإنسان باهتمام كبير كما كان الوضع فى أثناء إدارة الرئيس الديمقراطى الأسبق باراك أوباما، وإن كان قد أعرب عن تشككه فى أن إدارة بايدن ستكون لديها مساحة كبيرة للتحرك والمناورة فى هذا الإطار، لأن ما يحدث فى مجلسى النواب والشيوخ لا يشجع كثيرا على التحرك خارج البلاد، وإن كانت الصين من وجهة نظره ستكون لها أولوية على أجندة السياسة الخارجية، ووجود إستراتيجية لمواجهة الصين سيكون أمرا مطروحا للنقاش.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تراجعت بالفعل عن دورها فى الشرق الأوسط، وهو أمر واقع، بل يمكن القول إنها انسحبت، والسؤال هنا يدور حول حجم هذا التراجع، وأعرب عن اعتقاده بأن القوى الإقليمية فى الشرق الأوسط عليها أن تتكيف مع فكرة أن الإدارة الأمريكية لن تنخرط فى قضايا المنطقة كما كان يحدث فى الماضى، معربا عن اعتقاده بأن ملف الإسلام السياسى لن يحظى باهتمام كبير من الرئيس بايدن.

وردا على سؤال موجه إلى فرانسيس ريتشاردونى حول مكانة الشرق الأوسط فى خريطة السياسة الخارجية الأمريكية، وهل يمكن أن تحول الإدارة الجديدة اهتمامها عن دول المنطقة، خاصة فى ضوء خبرته الطويلة بالمنطقة، أكد أنه لا خلاف على اهتمام الإدارات الأمريكية المتتابعة بقضايا المنطقة، حتى فى ظل الإدارات التى رغبت فى التركيز على الشأن الداخلى بشكل أكبر، وذلك بسبب التأثير العالمى لقضايا المنطقة، وحتى فى ظل جائحة كورونا فهناك إدراك بأنه لا يمكن الانسحاب من العالم.

ومن المعروف، وفقا لريتشاردوني، أن الإدارة الجديدة صرحت مرارا بأن هناك إطارا قويا ومتماسكا للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط، وأن وضع السياسة لهذه المنطقة سيضم خبراء، ليسوا من الجانب الحكومى فقط، ولكن من الكونجرس أيضا، وحتى الحوار العام، وقد سبق أن أكدوا اهتمامهم بالقضية الفلسطينية والمشكلة الإيرانية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وأضاف أن هناك رغبة فى استعادة القوة الناعمة الأمريكية، خاصة أنه دائما ما كان ينظر للإدارة الأمريكية بأن لديها قيادة سياسية تحدد المشكلات وتطرح الحلول، ولكن خلال السنوات الأخيرة قلت الثقة فى أن الولايات المتحدة تعرف ما تقوم به تماما، ورغم أن البلاد لم تعد للوضع الطبيعى قبل إدارة ترامب وقبل جائحة كورونا، فإن تحدى استعادة القوة الأمريكية ينبع من ضبط الشأن الداخلى لأنه سيؤثر فى استعادة ثقة العالم فى الولايات المتحدة.

وأعرب ريتشاردونى عن شعوره بالتفاؤل، خاصة أن بايدن يمتلك كما كبيرا من الخبرة فى السياسة الخارجية، وفى ظل وجود قدر مناسب من التواصل مع المواطنين الأمريكيين يمكن توضيح فائدة هذه السياسة على الداخل الأمريكى.

وأضاف أنه مع الأخذ فى الاعتبار أن الإدارة الجديدة ستظل تحتفظ بعلاقات مميزة مع إسرائيل، إلا أن الأخيرة لن تكون نقطة الانطلاق فى الشرق الأوسط كما كان الحال إبان إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذى اتبع سياسة الانتقاء بسبب الأشخاص المحيطين به.

وتوقع أن يكون هناك تعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى فيما يخص قضايا المنطقة على عكس إدارة ترامب.

وقال إنه من الصحيح أن الولايات المتحدة خسرت قدرا من قوتها الناعمة، ومع ذلك ما زال هذا التأثير كبيرا وعميقا، كما أن فريق بايدن ستكون لديه خبرة فى التعامل مع مصر والسعودية وتركيا، وستكون هناك نظرة مختلفة لملفات حقوق الإنسان والحريات، ولا أقول نظرة براجماتية، ولكن قدرا من البراجماتية سيحدث توازنا مع النظرة المثالية.

وقال أيضا إنه لا يجب أن تكون هناك نظرة رومانسية ترى أن جماعات الإسلام السياسى ستكون ديمقراطية.

أما شبلى تلحمى، وفى ضوء درايته الواسعة بالعالم العربى، فيرى أن أولويات إدارة بايدن ستختلف عن الإدارات السابقة، خاصة أن الإدارة الحالية تضم شخصيات لديها الخبرة والكفاءة، ومن ثم ستكون صياغتها للسياسات أكثر تركيزا والأولويات ستكون ذات طبيعة مختلفة، فالظروف غير عادية، وهناك الوباء، والوضع الاقتصادى السيئ، وهناك حالة انقسام غير مسبوقة.

ومن وجهة نظره، فإنه لم تكن هناك أولويات إستراتيجية متعلقة بالسياسة الخارجية، ولذلك لن تعطيها الإدارة الأهمية القصوى، والاستثناء سيكون «إيران».

وفيما يخص القضية الفلسطينية ـ والكلام لتلحمى فربما تشهد خطوات مهمة مثل استئناف للمساعدات والحوار وإعادة فتح القنصلية فى القدس، ولكن لابد من قدر من الواقعية، فهناك أمر واقع فرضته إدارة ترامب، وهناك أمور يمكن أن تتغير، مثل احترام الإطار الدولى فيما يتعلق بالعلاقات العربية الإسرائيلية، كما أن الإدارة الجديدة تضم شخصيات لديها خبرة بقضايا المنطقة، وهم مختلفون عن المحيطين بترامب الذين لم تكن لديهم خبرة بسياق الشرق الأوسط، وتوقع أن تعود إدارة بايدن للمرجعيات القانونية نفسها فيما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلي، خاصة ما يتعلق بالمستوطنات، وهناك بعض الخطوات التى ينبغى اتخاذها مثل استئناف المساعدات للفلسطينيين، وإعادة فتح مكتب السلطة الفلسطينية فى واشنطن.

أما ابراهيم عوض الذى أدار الندوة، فأوضح فى ختامها أن هناك اتفاقا عاما بشكل أو بآخر أن إدارة بايدن لديها قضايا ملحة مختلفة، ولديها أولويات داخلية مهمة أكثر من سياستها الخارجية، وأن الشرق الأوسط ليس من بين أهم الأولويات الدولية، رغم أن قضايا الشرق الأوسط ستظل تطرح نفسها، ورغم أن الإدارة الجديدة لن تستطيع إغفالها أو إهمالها ولكنها ستفعل ذلك دون اقتناع كبير، وهو ما سيعنى أن المشكلات سوف تطول وتستمر مع استثناء واحد هو برنامج إيران النووى، معربا عن اعتقاده بأن هذه هى الأولوية الخاصة بالشرق الأوسط لدى الإدارة الأمريكية الحالية، لأن الولايات المتحدة لا ترغب فى أن يتم جرها لصراع فى المنطقة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق