نوادى الكتب الافتراضية هى ظاهرة ثقافية حديثة تزداد انتشارا يوما بعد يوم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك عبر مبادرات اجتماعية يدشنها أفراد غرضهم فى المقام الأول التشجيع على القراءة وإنقاذ الكتاب، والحث على المعرفة والثقافة، وجمع أكبر عدد من محبى القراءة تحت سقف واحد.
قالت سارة إبراهيم، مسئولة ومؤسسة مجموعة «Bookmark» لـ «الأهرام» إن فكرة إنشاء الجروب عام 2018 كانت وليدة اللحظة عندما زاد معدل قراءتها وشعرت بأنها تريد مشاركة رأيها مع أشخاص يشاركونها الهواية نفسها. وأوضحت أن أنشطته الأساسية هى تقييم الكتب التى يقرؤها الأعضاء بالإضافة إلى قسم «الإبداعات الشخصية» لمن يملك موهبة الكتابة مشيرة إلى تطوير الجروب بعمل نادى كتاب مع الكُتاب لمشاركة آرائهم على أرض الواقع ولتقريب المسافات ببن الكُتاب والقراء . ولفتت إلى أن تطبيق فكرة تبادل الكتب بين الاعضاء تساعد على إختفاء ظاهرة شراء الكتب غير الأصلية وتحميل الكتب الـ pdf أو أى شيء مخالف لاحترام الملكية الفكرية ، وأشادت بدور الأعضاء الفعال فى النجاح الذى حققه الجروب بالإضافة إلى دور النشر التى تساعد بدور كبير فى شراء الكتب الأصلية من خلال مسابقات وتخفيضات خاصة للأعضاء .
أما مجموعة «عشاق الكتب «فقد تم إنشاؤها عام 2015بهدف نشر الاقتباسات والأبيات الشعرية الفصحى وعمل مناقشات لكتاب وروايات لأدباء كبار سواء عربية أو غربية . وأكد جمال الحفني( 27 عاما) مسئول المجموعة - دورهم فى تشجيع الأعضاء لنشر خواطرهم وقصصهم وأن لديهم شريحة كبيرة من النقاد فى الشعر والنثر ممن يقدمون التوجيهات والنصائح للأعضاء لإفادتهم وتطوير مواهبهم. وأعرب عن سعادته بتطور ونجاح المجموعة بشكل كبير مؤخرا حيث وصل عدد أعضائها إلى 750 الف عضو مشيرا إلى زيادة معدل القراءة لدى القراء منذ أزمة كورونا.
تقول شروق (26 عاما) مسئولة مجموعة «عصير الكتب إن هدف المجموعة التى أسستها وزميلة لها منذ خمس سنوات هو مساعدة القراء للوصول إلى كتبهم المفضلة ونشر أعمال الموهوبين ورفض فكرة التربح من خلال فتح مجال الإعلانات أو أى أبواب بعيدة عن الكتب. وعبرت عن سعادتها بنشر العديد من الاعضاء لأعمالهم الأدبية فى معرض القاهرة للكتاب بدورته الأخيرة وذلك بفضل تشجيع الاعضاء لمواهبهم ورغم عدم شهرتهم فإنها خطوة مشجعة .
وكان لبعض أعضاء تلك النوادى ملاحظاتهم على سلبياتها وإيجابياتها . حيث تقول راندا حلمى ( 30 عاما - ربة منزل) إحدى العضوات بتلك النوادى الافتراضية إنها مشتركة بأكثر من صفحة ومجموعة للقراءة ، مؤكدة أنها استفادت كثيرا من هذه الصفحات لتتعرف على أحدث وأهم الإصدارات وآراء القراء عنها ، موضحة أنها تشترى الكتب التى ترى أن عليها إجماعا من قبل الأعضاء بأنها شائقة ومفيدة . وأضافت انها تعتبر أن من بين أهم سلبيات تلك النوادى هى التحيز والمحاباة لبعض الكتاب مثل أن الصفحة أو المجموعة تدعم كاتبا بعينه، معتبرة أن ذلك يكون كالدعاية له، خاصة إذا كان الكاتب عضوا فى الصفحة او المجموعة، مضيفة «هناك الكثير من المحاباة لبعض المؤلفين، وأحيانا أجد كتبا او روايات تتم المبالغة فى تقييمهادون سبب سوى أن هناك بعض من يدعمون كاتبا معينا فيروجون لكتبه رغم أن مؤلفاته قد تكون عادية ولا تستحق كل تلك المبالغة، كما تكون هناك أيضا كتب أقوى وأفضل لا يتم الترويج لها أو لمؤلفيها بنفس القدر».
تتفق معها أمانى سيف (44 عاما ــ مدرسة لغة انجليزية بجامعة هرتفوردشير الإنجليزية) حول التقييم المبالغ فيه لبعض الكتب كسلبية بالإضافة إلى شراء كتب قد تفوق طاقتها ووقتها لانها تجد نفسها دائما فى تنافس مع الآخرين على القراءة، لكنها ترى أنها استفادت كثيرا من كونها عضوة بأحد تلك النوادى حيث تتعرف من خلالها على الكتب الجديدة وتقييماتها وترى تعليقات من يشاركونها فى الاهتمامات القرائية نفسها، مؤكدة أنه ايضا يعلى شعور القارئ بالرضا عن نفسه عندما يكتب مراجعة لكتاب ويجد قبولا واستحسانا من الاعضاء على طريقته فى الكتابة. كما أنه قناة سهلة للتواصل والتفاعل مع كثير من الكتاب الجدد. بينما ترى مروة رشدى (39 عاما - مهندسة) العضوة بأكثر من مجموعة- أنها استفادت كثيرا من تلك النوادى التى تعرفت من خلالها على كتب لأدباء مصريين و أجانب و أيضا استفادت بمراجعات القراء لكتب كثيرة لا تستطيع ملاحقتها أو قراءتها كلها، معبرة عن سعادتها بالحراك الثقافى الحالى الذى تعتبره مؤشرا على الاهتمام الكبير بالقراءة و الكتابة و النشر مما يدل على نهضة ثقافية حقيقية يتمناها الجميع .
رابط دائم: