فى هدوء وبعد معاناة مع المرض، رحل «رجل المسرح المتفرد» المخرج فهمى الخولى، تاركا تاريخا حافلا بعروض مسرحية جادة وثورية، رفضت الاستسلام لكل ما هو أمر واقع، مسجلا مواقفه بمسرحيات نالت جوائز مرموقة. قدم الراحل 103 مسرحيات ما بين مسارح الدولة والقطاع الخاص وقصور الثقافة والمسرح العمالى والجامعى والمستقل والتليفزيون والدول العربية أيضا مثل «الرهائن»، و«لن تسقط القدس»، و«اتنين تحت الأرض»، و«شكسبير فى العتبة»، و«حمرى جمرى».
وتمثل كل مسرحياته علامات فارقة فى مسيرته، حيث كانت مسرحية «سالومى» مثلا تجربة فريدة وقتها بسبب وقوع أحداثها على صفحة نهر النيل، ومثلت مصر فى مهرجان «جرش» على المسرح الرومانى، ونال عنها «الخولى» جائزة الدولة التشجيعية 1991، وحصدت رائعته «الوزير العاشق» المركز الأول فى خمسة مهرجانات عربية، وحققت نجاحا ساحقا على الرغم من كونها بالفصحى، ووقت سيطرة المسرح الخاص. وفى قصر ثقافة «كفر الشرفا»، تركت مسرحيته بأول مشواره فى 1970 أثرا مجتمعيا لافتا بسبب مشاركة أهل القرية والمسئولين المحليين فى أحداث عرضها التفاعلى.
ومع الرقابة كانت له صولات وجولات، فيقول المخرج عصام السيد إنه غالبا ما كان يختار نصوصا منعتها الرقابة، ويتجه بها إلى مسرح الهواة، حيث قدم «باب الفتوح» فى «حقوق عين شمس»، و«المحروسة» و«السبع سواقى» بشركة النصر للسيارات، و«تاجر البندقية» فى «آداب القاهرة»، رابطا بينها وبين الظرف التاريخى بعد عودة الرئيس الراحل أنور السادات من القدس. وحين أدار المسرح الحديث كانت تجربته غير مسبوقة فى الإنتاج المسرحى.
رابط دائم: