رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العزبى: النشيد الوطنى للأقصر!

كلما سمعت كلمة الكورونا.. حملت حقيبتى ونفذت فكرة التباعد الاجتماعى بين البلاد.

ابتعدت بقدر كاف عن القاهرة وتحسست كمامتى لأحكم وضعها فوق الأنف وتثبيتها تحت الذقن وفرشها حول الخدين.. وكأننى أطارد ذبابة خفية غبية أخذت أطهر وأطهر وأبخ من حولى وما حولى بالسبرتو المركز حتى اشتكت رئتايا من كثرة الشم وحنجرتى من شراب الخل.

لا أدرى حتى الآن كيف وجدتنى فى الأقصر!! بين معابدها تارة وعلى رصيف سيدى أبو الحجاج كثيرا وأنا أحاول التذلل للأمن ليتركونى أقترب من مسجده وأصلى ركعتين لله على رصيفه وهم يؤكدون لى أن تركى وأنا امرأة أصلى مرفوض أمنياً تماماً!

فالصلاة للرجال فقط!! وتلك هى تعليمات وزارة الأوقاف! بارك الله فيها! وكأن النساء حاملات للوباء أكثر من الرجال. أما المقام فالكل أمامه سواسية ممنوع الدخول تماما للجنسين.

حملت حذائى بعد أن سلمت الحصيرة لأحد الدراويش الذى تركنى أصلى على رصيف سيدى أبو الحجاج ونصحنى بالذهاب إلى الكنيسة وزيارة مقام الأنبا ونس فهى مفتوحة بشرط بالكمامة والتباعد للنساء والرجال على قدم المساواة. وكلهم أولياء الله يا بنتى.. أعجبنى جدا ذكره كلمة بنتى ولا يعلم أنه لو أزيل عنه تراب الشارع لقال لى يا أمى.

لم يفارقنى الحس الساخر ينى وبين أهالى طيبة الأ واليوم وغدا. وجاء موعد تعامد الشمس على معبدالكرنك هذا اليوم الذى كان يأتى له السائح من الشرق والغرب.

تهيأت لهذا اليوم.. صليت الفجر وتوجهت بأتوبيسات السياحة إلى المعبدولكن.. رفض الأمن إلا أن نهبط كلنا مصريون وبعض الأجانب لنتكوم أمام أجهزة البوابات الإلكترونية التى تفضح الإرهاب والأدوات المسلحة حتى ولو كانت مطواة برتقال، واحترت ما بين الأمنين الوطنى والصحى وتمسك الكل بكمامته بدون أدنى مراعاة للتباعد، ومن بوابة لأخرى لثانية لثالثة!! حتى النهاية ولن يدخل أحد لا أجنبى ولا مصرى إلا حينما يأذن ضابط الأمن، الذى يؤمن المكان لقدوم السادة المسئولين.

كادت الشمس أن تشرق وتتعامد ونحن على آخر لحظة لنسمع صوت طبل وزمر.. ولقصر بلدنا.. بلد سواح.. فيها الأجانب تتفسح! أغنية العزبى الشهيرة التفتنا للزفة لنجد المسئولين عبارة عن السيد المحافظ وموظفيه بعد أن أشرقت الشمس وتعامدت وتوسطت المعبد، وحمدت الله انعدام وجود القنوات الفضائية المحلية والدولية. آه لو هذا الحدث العبقرى الفرعونى كان يحدث فى الصين أو اليابان أو حتى أمريكا، كانت خزاناتهم امتلأت من ترويج الاحتفالية كل عام حتى ولو على الفضائيات.. عدت إلى الفندق وأنا أتحسس كمامتى وأدعو الله ألا يكون التأمين الصحى ضاع وانسحق أمام التأمين الآمن للسادة المسئولين.

لمزيد من مقالات دينا ريان;

رابط دائم: