رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحليل اخبارى..
قوة الفضاء الأمريكية.. إلى أين؟

فايزة المصرى

من بين الرايات الكثيرة التى زينت مبنى الكونجرس خلال حفل تنصيب الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضى رفرف علم سلاح الفضاء مع باقى الأعلام التى تمثل أفرع القوات الأمريكية المسلحة الأخرى. يرتبط سلاح الفضاء بالرئيس السابق دونالد ترامب الذى قال أثناء لقائه بمشاة البحرية فى ولاية كاليفورنيا عام 2018: “لأن لنا أنشطة هائلة فى الفضاء، فكرت أننا ربما نكون فى حاجة لقوة جديدة نطلق عليها قوة الفضاء. لم أكن فى الحقيقة جادا، لكنى وجدتها فكرة جيدة”. ولأن سلاح الطيران الأمريكى كان آخر فرع تم استحداثه قبل أكثر من سبعين عاما، فقد لاقى إنشاء سلاح الفضاء فى 2019 كسادس فرع فى الجيش استحسان كثيرين باعتباره انجازا يدعو للزهو والافتخار.

وعلى مدى العام الماضى أخذت قوة الفضاء تتطور وصار لها تصوراتها واستراتيجياتها وبناؤها الهيكلي، إلى جانب العلم الخاص بها. بل قامت بالفعل بأول عملية نشر لقواتها، لا فى الفضاء الخارجى كما يوحى اسمها، بل فى الشرق الأوسط. وكانت مهمة القوات متابعة وتحليل بيانات الأقمار الصناعية. وظل الحافز وراء هذا التطوير السريع اهتمام ترامب ورغبته فى أن تكون تلك إحدى العلامات البارزة فى سجله كرئيس للبلاد والمرتبطة باسمه للأبد.

الآن وحيث يبدو الرئيس الجديد بايدن متحمسا لتغيير سياسات سلفه وإلغاء انجازاته، يتساءل البعض ماهو مصير قوة الفضاء الأمريكية؟

ويتوقع «جاريد زامبرانو ستاوت» رئيس العاملين فى مجلس الفضاء القومى فى إدارة ترامب، أن الجدل المحتمل حول هذه القوة لن يتعلق بوجودها ـ الذى تأسس بموجب قانون خاص من الكونجرس ـ ولكن بمهامها وكيفية تطويرها مستقبلا. وبحسب الواقع، فإن العمليات الفضائية داخل الجيش الأمريكى ليست حديثة العهد، بل كانت موجودة فى الأفرع المختلفة بفعل التطورات التكنولوجية منذ التسعينات، لكن الفضل يعود لترامب الذى استطاع بمهارة رجل المبيعات أن يعيد صياغة صورتها ويُحسن تسويقها. وساهمت الإعلانات التى تم بثها لجذب متطوعين للالتحاق بهذه الخدمة فى تقديم صورة جذابة غير واقعية لها عندما أوحت بأن مهام العاملين ستكون خارج هذا الكوكب. وتقول «فيكتوريا سامسون» خبيرة الفضاء العسكرى التى تقدم لفريق مساعدى بايدن استشارات بشأن برامج الفضاء، إن الواقع أقل إثارة حيث إن العاملين فى هذه القوة يقومون بمهامهم من خلال شاشات الكمبيوتر، وليس من داخل سفينة فضاء حربية تغزو الكواكب والمجرات.

حتى الآن لم يدلِ الرئيس بايدن بأى تعليقات حول مستقبل سلاح الفضاء، ذلك لأن الأمر لايحظى بخطورة الأزمة الاقتصادية أو أولوية الوضع الصحي، لكن المرجح أن تأتى اللحظة المناسبة التى يحدد فيها تصوراته بهذا الشأن. ويقول «جون رايموند» قائد قوة الفضاء إن تلك القوة تضم نخبة منتقاة من العسكريين المتميزين، وأن مهمتها ستظل حماية الأمن والمصالح القومية لأمريكا الرائدة فى مجال الفضاء، فى وقت يشهد فيه هذا المجال تسابقا من قوى منافسة.

وإلى أن تأتى تلك اللحظة المناسبة التى سيتحدث فيها بايدن عن تصوراته بشأن سلاح الفضاء، سيكون الوقت قد أعطى هذه القوة فرصة كى يصير لها مقر دائم وكيان مستقل بحيث تكون فعلا قوة الفضاء الأمريكية لا قوة فضاء ترامب، كما تُعرف الآن.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق