منذ تفشيه بداية العام الماضى، تعامل كورونا بتمييز وعنصرية داخل الدولة الواحدة وبين الدول.. أغنياء وفقراء، أقوياء وضعفاء، ملونين وبيضا. ومنذ التوصل إليه نهاية 2020، تعامل لقاح كورونا بنفس المنطق. الدول الغنية حصلت على نصيب الأسد من الجرعات بينما حجزت الدول الفقيرة كميات هزيلة دون أن تعرف تحديدا موعد وصولها ولا كيفية توزيعها على المواطنين.
الشرق الأوسط نموذج صارخ لهذا التفاوت الرهيب. هناك 3 فئات، الأولى: دول الخليج التى استوردت نسبة معتبرة من الجرعات وبدأت التطعيم بجداول زمنية محددة. الثانية: دول مثقلة سكانيا واقتصاديا. مصر تعاقدت على 20 مليون جرعة تغطى 10% من المواطنين، بينما تعهد التحالف الدولى للقاحات، كما تقول سى إن إن، بتوفير التطعيمات لـ 20%. وبدأت وزارة الصحة تطعيم الطواقم الطبية لكن إجمالا هناك تعقيدات بالجداول الزمنية والتوزيع. أما إيران(85 مليون نسمة)، فسوف تستورد ما يكفى 2% فقط من مواطنيها، لكنها تقول إنها تخطط لانتاج لقاح خاص بها. متى وكيف وما هى كفاءته؟، تلك أمور بعلم الغيب. لبنان الدولة العربية الأعلى فى الإصابات لكل مليون نسمة. التعاقدات، التى لم تصل بعد، ستغطى 20% فقط . العراق والأردن ضمن هذه الفئة التى لا تعرف كيف تحل المشكلة.
الفئة الثالثة تشمل دولا دمرتها الحروب والأزمات كسوريا واليمن وليبيا. الحكومات، رغم وعودها الكثيرة، ليس لديها فكرة عما سيحدث وكيف يتم التطعيم بمناطق شاسعة لا تسيطر عليها. هل يصح ترك كل دولة تواجه مصيرها وحدها؟ ألا يمكن أن تقوم جامعة الدول العربية بدور تنسيقى يضمن ألا يظل اللقاح حلما بعيد المنال لغالبية العرب. منظمة الصحة تواصلت مع دول الخليج لتقديم نسبة من الجرعات للدول المحتاجة. وقد وافقت هذه الدول لكن لم يتم التنفيذ للآن. لماذا لا تلتقط الجامعة طرف الخيط وتبنى على ذلك. كورونا، لن يتلاشى سريعا، كما نعتقد. أرنو بيرنايرت رئيس الصحة العالمية فى المنتدى الاقتصادى العالمى يقول للـ «سى إن إن» السوبر أغنياء تعافوا من الوباء، والأمر قد يستغرق 10 سنوات حتى يصل الفقراء لهذه المرحلة.
[email protected]لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام رابط دائم: