لا أظن أن أحدا يمكن أن يجادل فى حقيقة الدور الهائل الذى تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية على امتداد الكرة الأرضية ونحن جزء من هذا الكوكب ومن ثم فإنه من الطبيعى ومن المنطقى بل ومن المحتم علينا أن نجارى العالم كله فى اهتمامه الملحوظ بما يجرى فى واشنطن من تطورات ومتغيرات بعد تنصيب جو بايدن الديمقراطى رئيسا لأمريكا خلفا لدونالد ترامب الجمهورى الذى ترك وراءه إرثا سياسيا صعبا على الصعيدين الداخلى والخارجي.
ومعنى ذلك أننا لا نملك ترف عدم الاهتمام بانتخاب رئيس أمريكى جديد وإنما ينبغى أن نتساءل عما يعنيه هذا الحدث بالنسبة لنا بعيدا عن التهوين أو التهويل وفى ظل فهم صحيح بأنه إذا كان من مصلحتنا الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع أمريكا فإن لدى واشنطن العديد من الأسباب والمعطيات التى تدفعها للحفاظ على الصداقة الأمريكية المصرية بوصفها أحد أهم مفاتيح الأبواب الاستراتيجية فى الشرق الأوسط بأكمله.
ويعزز من صحة ما أقول عن هذا الاحتياج الأمريكى لعلاقة طيبة مع مصر أن أحد أهم الوعود التى قطعها بايدن على نفسه هو العمل على استعادة الدور الأمريكى الفاعل فى الساحة الدولية بعد سنوات الغياب والتغييب التى أفرزتها سياسات ترامب باسم «أمريكا أولا وأمريكا فوق الجميع».
وفى اعتقادى أن الجهد الأكبر لبايدن الذى ربما يستغرق عدة سنوات من أجل استعادة الدور القيادى لأمريكا فى الساحة العالمية هو الذى يعطى العديد من إشارات الأمل والتفاؤل ليس لنا وحدنا وإنما فى معظم العواصم العالمية وضمنها العواصم الحليفة لأمريكا فى أوروبا التى عانت طوال حكم ترامب اتساع الهوة وتباين الرؤى فى معظم الملفات الساخنة وضمنها ملف الشرق الأوسط.
وأظن أنه ليس هناك من هو أشد بؤسا من حفنة الكارهين لمصر من فلول الجماعة الذين مازالوا يعيشون فى الماضى ويتوهمون أن بمقدورهم دق إسفين فى علاقات مصر مع أمريكا بلعبة الافتراءات والأكاذيب التى تطلقها قنوات الفتنة والتحريض تحت وهم الاعتقاد بأن هذا الغثاء ربما يملأ قلوبنا بالخوف أو يملأ صدورنا بالشك مما هو قادم ومعبأ فى سماء العلاقات المصرية الأمريكية.
وليس فيما كتبته من أول سطر إلى آخر سطر سوى مجموعة عناوين تشكل مع بعضها سلسلة المفاتيح لعلاقات مصر وأمريكا على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل فتلك هى الحقيقة الأولى والوحيدة فى ملف العلاقات وما عداها مجرد أكاذيب وترهات وليست الحقيقة!
خير الكلام:
<< السياسة مثل كرة القدم.. أفضل تكتيكاتها لعبة «خد وهات»!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: