ذكر فإن الذكرى لا تنفع المؤمنين فقط، وإنما تنفع الشعوب أيضا، بكل طبقاتها وفئاتها المختلفة، ومنسوب إيمانها بالله والوطن، وقيم الحرية والعدالة والكرامة.
غدا تحل الذكرى العاشرة، لذلك الحدث الكبير الذى بدأت وقائعه يوم 25 يناير 2011، وانتهت إلى ما نعرفه جميعا، من أحداث ونتائح أثرت بعمق على وجه الحياة فى مصر، بغض النظر عن اختلافنا فى توصيف ما حدث، وهل هو ثورة أو حراك أو انتفاضة شعبية، أو كما يرى جمهور كبير بأنه مؤامرة، من الداخل والخارج، للانقضاض على مصر.
أنا أومن أن 25 يناير ثورة ناقصة، سوف تكتمل بمرور الزمن، وأنه صارفى قلب وذاكرة مصر، أما الجزء الخاص بالمؤامرة فهو لم يكن هو وراء خروج الملايين إلى الشوارع والميادين، تعبيرا عن غضبهم ورفضهم لبقاء نظام شاخ وترهل، وترك الفساد يعم وينتشر، وأهمل المطالب والخدمات الضرورية للناس، وتركهم عراة أمام الفقر، يواجهون تفاوتا طبقيا واجتماعيا خطيرا.
هذا اليوم ـ بكل الحسابات ـ سوف يبقى حاضرا فى التاريخ بقوة، لأنه من الأيام النادرة التى لم تعد مصر بعده كما كانت قبله، ولأنه كشف بقوة عن مواطن الهشاشة والخلل فى الدولة، والأهم أنه كان السبب فى خروج كل القوى السياسية والدينية إلى النور، بدلا من الحياة فى الشقوق وتحت الأرض، فكان سببا فى الخلاص من أكبر جماعة فاشية فى تاريخ مصر، بعد أن انفتحت شهيتها للسلطة، لتفقدها سريعا وحتميا، وهو فضل لو تعلمون عظيم لثورة يناير.
فى الختام يقول أحمد عبدالمعطى حجازى:
«إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يسترد مدينته»
[email protected]لمزيد من مقالات محمد حسين رابط دائم: